الصوم:
  أفضل بسبب الحديث: «واعلموا أنّ خير أعمالكم الصلاة» رواه أبو داود وغيره.
  وأمّا في فضيلة الصوم فقد وردت أحاديث كثيرة. ففي صحيح البخاري: «الصوم لي، وأنا أجزي به»، وفي الموطّأ لمالك: «كلّ حسنة لابن آدم بعشر حسنات إلى سبعمائة إلّا الصوم فإنّه لي وأنا أجزي به».
  وقال أيضا: الصوم لي. والحال أنّ جميع العبادات له. والمقصود من هذه العبارة زيادة تشريف وتكريم. وقيل أيضا: إنّ عبادة الصوم لم يقم بها أحد لغير اللّه تعالى، فلم يتعبّد الكفار ولا عبدة الأوثان بعبادة الصوم المعهود عندنا، وإن كانوا يقومون بما يشبه الصلاة والسجود ونثر الأموال وزيارة الأصنام والطواف حولها وأمثال ذلك. وكذلك لا مجال للرّياء في الصوم وهو الشّرك الأصغر. أي أنّ فعل الصوم الذي هو الإمساك، وأمّا إن قال: أنا صائم فالرّياء في القول وليس في نفس فعل الصوم.
  وقالوا: إنّ الامتناع عن الطعام والشّراب والجماع هو من أوصاف الربوبية، وحين يتقرّب العبد إلى ربّه بما هو من صفاته سبحانه. لذا أضاف الصوم إلى نفسه هكذا في مدارج النبوة(١). وعند أهل الحقيقة هو الإمساك عن الغير بنعت الفردية كما في شرح القصيدة الفارضية. وفي الإنسان الكامل أمّا الصوم فإشارة إلى الامتناع عن استعمال مقتضيات البشرية ليتّصف بصفات الصّمدية. فعلى قدر ما يمتنع أي يصوم عن مقتضيات البشرية تظهر آثار الحقّ فيه. وكونه شهرا كاملا إشارة إلى الاحتياج في ذلك إلى مدّة الحياة الدنيا جميعها، فلا تقول إنّي وصلت فلا أحتاج إلى ترك مقتضيات البشرية. فينبغي للعبد أن يلتزم الصوم وهو ترك مقتضيات البشرية ما دام في دار الدنيا ليفوز بالتمكّن من حقائق الذات الإلهية انتهى.
  ويقول في مجمع السلوك: الصوم على ثلاث مراتب:
  صوم العوام: الذي هو عبارة عن ترك الأكل والشرب والجماع.
  وصوم الخواص: الذي هو عبارة عن امتناع السّمع والبصر واليد والقدم وسائر الجوارح عن المعاصي حتى لا تبدر منه معصية بأيّ عضو من أعضائه وإلّا فلا. وصوم خواص الخواص: فهو عبارة عن منع القلب عن الهمم الدنية والأذكار الدنيوية وجميع ما سوى اللّه تعالى(٢).
(١) واختلاف است علماء را كه صوم أفضل است يا صلاة جمهور بر آنند كه صلاة أفضل است از جهت حديث واعلموا ان خير أعمالكم الصلاة رواه أبو داود وغيره ودر فضيلت صوم أحاديث بسيار وارد است در صحيح بخاري است كه حق تعالى ميفرمايد صوم براي من است ومن جزا مىدهم بوي ودر موطأ است كه هر حسنهء ابن آدم بده چند است تا هفتصد مگر روزه كه آن براي من است ومن جزا مىدهم بر وى چنانكه قدر وكيفيت آن را جز من كسى نداند يا مطلع نگردانم كسى را بر آن وآنكه فرموده كه روزه براي من است وحال آنكه همه عبادات براي أو است مقصود أزين زيادت تشريف وتكريم أو است ونيز گفته اند كه عبادت كرده نشده است بصوم در حق غير خداى تعالى وهيچ كافرى در هيچ عصري عبادت نكرده بتان را بصوم كه در شرع معبود است اگرچه بصورت نماز وسجده ونثار أموال وزيارة كردن وگرد وى گشتن وأمثال آنها تعظيم ميكنند ونيز ريا را كه شرك أصغر است در روزه راه نيست يعني در فعل روزه كه امساك است واگر بگويد كه من روزه دارم ريا دران قول خواهد بود نه در نفس فعل صوم وگفته اند كه استغناء از طعام وشراب وجماع از صفات ربوبيت است وچون تقرب جست بنده بدرگاه رب به آنچه از صفات اوست تعالى أضافت كرد وى تعالى آن را به خود هكذا في مدارج النبوة.
(٢) ودر مجمع السلوك گويد صوم را سه مرتبه است صوم عوام كه عبارت است از ترك اكل وشرب وجماع وصوم خواص كه عبارت است از بازداشتن سمع وبصر ودست وپاي وسائر اعضا از گناهان تا از هيچ عضوى گناهى نيايد صوم باشد والا نه وصوم أخص الخواص عبارت است از بازداشتن دل از همم دنيّه وأذكار دنياوية وجميع ما سوى اللّه تعالى.