فصل في الفناء والموت
  للكتاب، ثم نظر إلى الأرض فقال: تبارك خالقها وواضعها ومبدلها وطاويها كطي السجل للكتاب ...)(١) الخبر.
  الناطق بالحق # عن علي #: أن رسول الله ÷ خطب الناس فقال: (أيها الناس المؤتة المؤتة، والوحية الوحية، لاَ رَدَّةَ سعادة أوشقاوة، جاء الموت بما فيه بالروح والراحة لأهل دار الحيوان الذين كان لها سعيهم وفيها رغبتهم، جاء الموت بما فيه من الويل والحسرة والكرة الخاسرة لأهل دار الغرور الذين كان لها سعيهم وفيها رغبتهم، بئس العبد عبد له وجهان يقبل بواحد ويدبر بآخر، إذا رأى بأخيه المسلم خيراً حسده، وإن ابتلي خذله، بئس العبد عبد خلق للعبادة فألهته العاجلة عن الآجلة، فزالت عنه العاجلة وشقي بالعاقبة، بئس العبد عبد تجبر واختال، ونسي الكبير المتعال، بئس العبد عبد له رغب يذله، بئس العبد عبد له طمع يزله)(٢).
  وعن عبدالله بن مسعود قال رسول الله ÷: (اذكروا الموت، وكونوا من الله على حذر، فمن كان يؤمل أن يعيش غداً فإنه يؤمل أن يعيش أبداً، ومن كان يؤمل أن يعيش أبداً يقسو قلبه)(٣).
  وعن علي #: قال رسول الله ÷: (أديموا ذكر هادم اللذات، قالوا: وما هادم اللذات يا رسول الله؟ قال: الموت،
(١) أخرجه الإمام المرشد بالله # في أماليه: الجزء الثاني /ص ٢٥٨.
(٢) أخرجه الإمام أبو طالب # في أماليه: ص ٢٦٠ - ٢٦١ برقم (٢٤٤).
(٣) أخرجه الإمام أبو طالب # في أماليه: ص ٥٧٧ برقم (٨١٤).