المنتزع المختار فيما يتعلق بالاعتقادات من الأحاديث والآثار،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

باب ذكر آباء رسول الله ÷ وذكر أبي طالب وبعض أيام الجاهلية

صفحة 58 - الجزء 1

  الآباء على الأبناء، فأنزل الله قرآناً: {وَلاَتَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِن النِّسَاءِ}⁣[النساء: ٢٢]، وسن الدية في القتل مائة من الإبل فجرت في الإسلام، وكان يطوف بالبيت سبعة أشواط ثم يقف على باب الكعبة فيحمدالله ø ويثني عليه، وكانت قريش تطوف كما شاءت قل أو كثر، فسن عبدالمطلب سبعة فجرى ذلك في الإسلام، ولما حفر زمزم سماها سقاية الحاج، فأنزل الله تعالى في ذلك: {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}⁣[التوبة: ١٩](⁣١).

  وعن ابن عباس لما خرج عبدالمطلب بن هاشم بابنه عبدالله ليزوجه مر على كاهنة من أهل تباله، قد قرأت الكتب متهودة يقال لها فاطمة بنت مر الخثعمية فرأت نور النبوة في وجه عبدالله، فقالت: يا فتى هل لك أن تقع علي الآن، فأعطيك مائة من الإبل فقال:

  والحل لا حل فاستبينه ... أما الحرام فالممات دونه

  يحمي الكريم عرضه ودينه ... فيكف بالأمر الذي تبغينه

  ثم مضى مع أبيه فزوجه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهره، فأقام عندها ثلاثاً، فلما أتاها قالت له: يا فتى ما صنعت بعدي؟ قال: زوجني أبي آمنة بنت وهب فأقمت عندها ثلاثاً وقال: هل لك فيما قلت لي؟ فقلت: لا، فقالت: قد كان ذاك مرة، فاليوم لا يا هذا والله إني لست بصاحبة ريبة ولكني رأيت في وجهك نوراً فأردت أن يكون في وأبى الله إلا أن يصيره حيث أراد ثم أنشأت فاطمة تقول:


(١) أخرجه الإمام أبو طالب # في أماليه: ص ٤٨٨ برقم (٦٥٤).