كتاب الأصول،

المرتضى محمد بن يحيى (المتوفى: 310 هـ)

إمامته وصور مشرقة من عدله:

صفحة 18 - الجزء 1

  مثله فليكثر البكاء والأحزان، والندم والحسرة والأشجان، ولكن المرجع إلى الله ø في جميع الأحوال، والعمل بالتوبة والدعاء إليها والحث عليها أولى بنا وبكم، ولنا ولكم فيما نزل بنا من الأمر العظيم، وحل بساحتنا من الفادح الجسيم، أسوة برسول الله ÷ وبالأئمة الماضين من عترته À، فإنا لله وإنا إليه راجعون، رضاء بقضائه، وتسليماً لأمره، والموت سبيل الأولين، وطريق الآخرين، وبذلك حكم عباده رب العالمين، وحتى يرث الله الأرض ومن عليها، وهو تبارك وتعالى خير الوارثين)، ثم بكى بكاءً شديداً وأنشأ يقول:

  يهوِّن ما ألقى من الوجد أنني ... مجاوره في قبره اليوم أو غدا⁣(⁣١)

  وأصر الناس بشتى طبقاتهم على بيعته، فقبلها منهم، وكان ذلك في شهر محرم سنة (٢٩٩ هـ).

  وكان همه إعلاء كلمة الله، والقضاء على أعدائه، فلما تحقق ذلك بالقضاء على القرامطة المفسدين، قرر أن يقدم استقالته عن الولاية؛ لأنه عاب على أصحابه أشياء يكرهها، فعزم على التخلي عن الأمر، وجمع


(١) الحدائق الوردية: ٢/ ٤٣ - خ -.