كتاب الأصول،

المرتضى محمد بن يحيى (المتوفى: 310 هـ)

باب القول في فضل النبي ÷

صفحة 38 - الجزء 1

  به محمد ÷، وأقومهم بحق الله، وأشدهم بلاء في جهاد أعداء الله بين يدي رسول الله، وفيه ما يقول الله سبحانه: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ٥٥}⁣[المائدة: ٥٥].

  فكان [الذي] يؤتي الزكاة وهو راكع علي بن أبي طالب دون جميع الخلق.

  وفيه ما يقول رسول الله ÷ يوم غدير خم: «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله»⁣(⁣١).

  والخلق كلهم مجتمعون يسمعون كلام رسول الله ÷


(١) حديث الغدير من الأحاديث المتواترة المشهورة، أخرجه الإمام أبوطالب في الأمالي: ٣٣، والإمام المؤيد بالله في أماليه: ٩٠، وغيرهما كثير من أئمتنا كما أخرجه الحاكم في المستدرك: ٣/ ١٣٢، وأحمد في المسند: ١/ ٣٣١، والنسائي في الخصائص: ٤٥، ومسلم: ٢/ ٣١٧ قال الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة: هذا الخبر قد بلغ حد التواتر، وليس كخبر من الأخبار ماله من كثرة الطرق، وطرقه مائة وخمس طرق، انظر التحف: ٣٢٥.

قلت: وقد تتبعها السيد الأميني في موسوعته الضخمة (الغدير)، وقال المقبلي في الأبحاث المسددة: ٢٤٤: (فإن كان مثل هذا - أي حديث الغدير - معلوماً وإلا فما في الدنيا معلوم)، وقال السيد المحدث محمد إبراهيم الوزير: (إن حديث الغدير يروى بمائة طريق وثلاث وخمسين طريقاً).