كتاب الأصول،

المرتضى محمد بن يحيى (المتوفى: 310 هـ)

باب معاداة الظالمين والبراءة منهم

صفحة 60 - الجزء 1

  كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ}⁣[الممتحنة: ٤].

  فباين إبراهيم والذين معه آباءهم وأبناءهم وإخوانهم الذين كانوا معهم بالغداة، حين عاندوا الله سبحانه وخالفوا أمره، وكذلك يجب على كل مؤمن يؤمن بالله أن يقتدي بفعلهم ويتبع ما أمر الله به في ذلك من معاداتهم.

  وقال سبحانه: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ١١٣}⁣[التوبة: ١١٣].

  وفي معاداة الظالمين ما يقول الله سبحانه للمؤمنين، ويطلعهم عليه من أخبار الفاسقين: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ٨٩}⁣[النساء: ٨٩].

  وفي أقل ما تسمعون من كتاب الله ما يوجب البراءة من أعدائه على كل مسلم، فمن وادّ عدواً من أعداء الله وأحبه، أو ناصره، أو عاضده، أو كاتفه، فقد أعان على الله وعلى رسوله وعلى المؤمنين، واستوجب