(فصل): (في أن القرآن: كلام الله تعالى)
[فائدة في أسماء الدُّرِّ وأنواعه]
  (والدر واللؤلؤ) جنس واحد، وإنما الدر إسم لما كبُر منه، فأكبر الدر يقال له الوَنِيَّة، وهي أعظم الدر، ثم التُّومةُ وهي التي تليها وجمعها تُوم، ثم النُّطَفَة(١) وجمعها نطاف، وما دون النُّطَفَة يقال لها الرعيث وهو كبار اللؤلؤ إذ هو لا يخرج عنه اسم اللؤلؤ، وما بعده لؤلؤ على الإطلاق، وما صغر منه فهو المرجان، فما جمع منه في العنق سمي قلادة وتقصاراً، وسِمْطاً(٢) وكَرْماً وجبلات، وقلادة الملك تسمى الحَاجَّة، وما لم يجمع منه ولم يثقب فهو حصَان(٣)، لا أدر أخذ من المرأة أم أخذت المرأة منه، فإن بدد وسمط بغيره فهو فريد، الواحدة فريدة.
  فأما الياقوت: فهو جنس منفرد، وله أنواع متقاربة، وهو أعني جميع ما تقدم، أحسن ما يشبه به الكلام، ولا وجه لذكر الشواهد عليه، لظهور الحال فيه، وكون ذلك مخرجاً لنا عما نحن بصدده، وربما وسعنا الكلام في بعض الأحوال لتعلق الفائدة به.
[ذكر الدليل على أن القرآن كلام الله ووحيه وتنزيله]
  وتحرير الإستدلال على ما قدمنا من أن هذا القرآن كلام الله و وحيه وتنزيله: أن النبي ÷ كان يدين بذلك ويخبر به، وهو ÷ لا يدين إلا بالحق، ولا يخبر إلا بالصدق.
(١) النُّطفة - كهمزة - اللؤلؤة الصافية أو الصغيرة جمعها: نُطَف. تمت قاموس.
(٢) السِّمط - بالكسر - جمعها: سُموط، قلادة. تمت قاموس.
(٣) مأخوذة من الحِصن بالكسر: كل موضع حصين لا يوصل إلى جوفه. تمت قاموس.