(باب القول في الوعد والوعيد)
  عليهم حتى رُوي من قوله أنه قال: (لما رأيناهم عدلوا بالأمر عن أهله طمعنا فيه)، إلى أن قتل غيلة في حال غضبه.
  ولما عقد الأمر لأبي بكر، وكان ميل أكثر الناس من المهاجرين والأنصار إليه، أخذ الناس بالدخول في الأمر طوعاً وكرهاً، حتى أن الزبير(١) وهو من كبار المهاجرين؛ بل من أشد الناس عناء بين يدي رسول الله ÷ بعد علي بن أبي
=
يقولون سعداً شقّت الجنّ بطنَه ... ألا ربما حققت أمرك بالعذرِ
وما ذنب سعد أنه بال قائماً ... ولكن سعداً لم يبايع أبا بكرِ
لأن سَلِمَتْ من فتنة المال أنفسٌ ... لما سلمت من فتنة النهي والأمرِ
فيا عجبا للجن تقتل مسلماً ... على غير ذنب ثم ترثيه بالشعرِ
وروي في قتله: أن والي الشام جعل له كميناً؛ فلما خرج إلى الصحراء قتله ذلك الكمين، بسبب تخلّفه عن البيعة، وروي أنه قُتل بحوارين من أعمال دمشق سنة (١٥ هـ) تقريباً في خلافة عمر بن الخطاب، والصحيح الأول. انظر: شرح نهج البلاغة ج ١ ص ٢٩٢، لوامع الأنوار ج ٣ ص ٨٥، الطبقات - خ -، حاشية شرح الأزهار ج ١.
(٣) سعد بن معاذ بن النعمان الأوسي، سيد قومه شهد بدراً وأحداً واستشهد يوم الخندق وفيه قال النبي ÷: «اهتز العرش لموت سعد». انظر لوامع الأنوار (٣/ ٩٥).
(١) الزبير بن العوام الأسدي: أمّه صفية بنت عبد المطلب عمّة النبي ÷ أسلم بعد أبي بكر، ثم هاجر الهجرتين، وشهد المشاهد كلّها، امتنع عن البيعة لأبي بكر ودخل بيت فاطمة & مع علي # وجماعة بني هاشم، وكان محباً شديد الولاء لعلي #، لم يبايع إلا بعد ستة أشهر من البيعة.
قال ابن أبي الحديد: لم يكن إلا علوي الرأي شديد الولاء، إلى أن نشأ ابنه المشؤم عبدالله.
بايع علياً # طائعاً، وكان أول من بايعه مع طلحة ثم خرج عليه ونكث بيعته وحاربه في معركة الجمل، ولما ذكره علي # قول الرسول ÷: «إنك ستقاتله وأنت له ظالم» انصرف فلحقه ابن جرموز فقتله، وكان حرب الجمل سنة ست وثلاثين، وللزبير سبع وستون سنة، انتهى من الطبقات، ولوامع الأنوار ٣/ ٨٢.