(الكلام في إمامة أمير المؤمنين #)
  فإذا ثبت بما بينا أنه لا يجوز عطف لفظ الجمع عليهم لاستحالة عطف الشيء على نفسه وكان المراد بعضهم أو غيرهم كان المراد بذلك أمير المؤمنين # بلا خلاف.
  يزيد ذلك وضوحاً: أن الآية أفادت مخاطِباً هو الله - سبحانه - ومخاطَباً هم المؤمنون، ووليًّا هو الله ورسوله وأمير المؤمنين.
  ألا ترى أن قوله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ}[المائدة: ٥٥]، يعلم بظاهره أن المخاطبين بذلك هم المؤمنون، وقد صرح بذكر رسول الله ÷ مع ذكره تعالى ... وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ٥٥}[المائدة]، فالواو للعطف والجمع؛ إذ هي موضوعة لهما ولا تنافي بينهما فالمراد الرسول ÷ باللفظ الصريح وأمير المؤمنين # بالذي بينَّا أولاً، وسنزيد إنشاء الله.
  ثانياً: أن المراد به أمير المؤمنين # في ولاية أمير المؤمنين، فلو حمل على قول المخالف إن المراد بالمؤمنين آخراً ما أريد بالضمير في قوله: {وَلِيُّكُمْ}[المائدة: ٥٥]، لكان في التقدير كأنه تعالى قال إنما وليكم الله ورسوله وأنتم، ومثل ذلك لا يقع في كلامنا فضلاً عن كلامه تعالى؛ لأنه في أعلى طبقات الفصاحة، وغاية مراتب البلاغة.