[ذكر وقعة أتوه التي أسر فيها المرتضى محمد بن الهادي يحيى (ع)]
  قَدَرًا مَقْدُورًا ٣٨}[الأحزاب]، وأدارت الزيدية عليه دائرة فكانوا مثل سور الحديد إلى أن نفد عامتهم ورق جمهورهم، فلما انقضت بقيتهم وُجِدَ # ميتاً في أوساطهم، وقتل بشير الرحال على رأسه - ~، ورحمة الله على بشير -.
  فقد رأيت كيف أدى الإعتراف بفضلهم إلى الموت بين أيديهم، وأن منكر فضلهم يكون غامساً ليده في دمائهم ودماء أشياعهم؛ لأن علة الإنحراف عنهم والحرب لهم هو إنكار فضلهم وجحدان حقهم.
[ذكر وقعة أتوه التي أسر فيها المرتضى محمد بن الهادي يحيى (ع)]
  و (صحرا أتوه): هي تربتها، (وأتوه(١)) هذه هي موضع معروف في مشرف بلد همدان قريباً من مكان مشهور يقال له مدر(٢)، وكانت الحروب بين الهادي # وبين إبراهيم بن خلف(٣) - لعنه الله - فيها، وكانت اليد في ذلك اليوم للظالمين ومتعهم الله - سبحانه - إلى حين، وأملاهم إن كيده متين، وهو يوم عظمت فيه البلوى على المؤمنين، وهو اليوم الذي أُسر فيه المرتضى لدين الله محمد بن يحيى(٤) #،
= عبدالله بباخمرا سنة خمس وأربعين ومائة رحمة الله عليه.
(١) أتْوَه: بلدة حميرية من بلاد أرحب عيال أبو الخير. مجموع بلدان اليمن وقبائلها (١/ ٥٦).
(٢) مدر: بلدة مشهورة في بلاد أرحب شمال صنعاء على مسيرة يوم. مجموع بلدان اليمن (٢/ ٦٩٨).
(٣) إبراهيم بن خلف بن طريف بن ثابت الكباري الحاشدي، كان يلقب الوقاف، من فرسان اليمن وأهل الشوكة، ناصب الإمام الهادي وعارضه وحاربه في وقعات عديدة، وله مع آل يعفر ملوك اليمن وقعات وملاحم، قتل في جبل (جرابي) من مغارب صنعاء، وحز رأسه وأرسل إلى آل يعفر، وذلك في محرم سنة (٢٩٢ هـ).
(٤) المرتضى لدين الله جبريل أهل الأرض محمد بن يحيى الهادي إلى الحق بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $، ولد # سنة ثمان وسبعين ومائتين، وأمه فاطمة بنت الحسن بن القاسم كان عالماً أصولياً متبحراً وفقيهاً بارعاً، دعا إلى الله تعالى بعد وفاة أبيه الهادي إلى الحق سنة ثمان وتسعين ومائتين، وقام بحروب مع علي بن الفضل القرمطي، ولما شاهد من أحوال الناس وتغير طرائقهم بعد موت الهادي عن =