شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر طرف من أمر الإمام يحيى بن عبدالله (ع)]

صفحة 418 - الجزء 1


=

: هذا كتاب أمان من أمير المؤمنين هارون بن محمد بن عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس بن عبد المطلب ليحيى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب ولسبعين رجلاً من أصحابه، أني أمنتك يايحيى بن عبدالله والسبعين رجلاً من أصحابك بأمان الله الذي لا إله إلا هو الذي يعلم من سرائر العباد ما يعلم من علانيتهم، أماناً صحيحاً جائزاً صادقاً، ظاهره كباطنه، وباطنه كظاهره، لايشوبه غل ولا يخالطه غش يتعلله بوجه من الوجوه، ولا سبب من الأسباب، فأنت يايحيى بن عبدالله والسبعون رجلاً من أصحابك آمنون بأمان الله على ما أصبت أنت وهم من مال أو دم أو حدث على أمير المؤمنين أو على أصحابه وقواده وجنوده وشيعته وأهل مملكته وأتباعه ومواليه وأهل بيته، وأن كل من طالبه أو طالب أصحابه بحدث كان منه أو منهم من الدماء والأموال وجميع الحقوق كلها وما استحق الطالب على يحيى بن عبدالله وأصحابه السبعين فعلى أمير المؤمنين هارون بن محمد ضمان جميع ذلك وخلاصه حتى يوفيهم حقوقهم أو يرضيهم بما شاؤا بالغاً ما بلغت تلك المطالبة من دم أو مال أو حد أو قصاص، وأنه لايؤاخذه بشيء كان منه أو منهم مما وضعنا في صدر كتابنا هذا، ولا يأخذه وإياهم بضغن ولا ترة ولا حقد ولا وَغَر بشيء مما كان منه من كلام أو حرب أو عداوة ظاهرة أو باطنة مما كان منه من المبايعة والدعاء إلى نفسه، وإلى خلع أمير المؤمنين هارون، وإلى حربه.

وأن أمير المؤمنين هارون بن محمد بن عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس بن عبد المطلب أعطى يحيى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب والسبعين رجلاً من أصحابه عهداً خالصاً مؤكداً وميثاقاً غليظاً واجباً وذمة الله وذمة رسوله وذمة أنبيائه المرسلين وملائكته المقربين، وأنه جعل له هذه المواثيق والذمم له ولأصحابه في عقدة مؤكدة صحيحة لابراءة له عند الله في دنياه وآخرته إلا بالوفاء بها وأني قد أنفذت ذلك لك ولهم ورضيته وسلمته وأشهدت الله وملائكته على ذلك، وكفى بالله شهيداً، وأنك وإياهم آمنون بأمان الله ليس عليك ولا عليهم عتب ولا توبيخ ولا تبكيت ولا تعريض ولا أذى فيما كان منك ومنهم إذ كنت في مناواتي ومحاربتي من قتل كان أو قتال أو زلة أو جرم أو سفك دم أو جنايةٍ في عمدٍ أو خطأ أو أمرٍ من الأمور سلف منك أو منهم في صغير من الأمور ولا كبير في سرٍ أو علانيةٍ، ولا سبيل إلى ما جعلت لك من أماني ولا إلى نكثه بوجه من الوجوه، ولا سبب من الأسباب وأني قد أذنت لك بالمقام أنت وأصحابك أين شئت من بلاد المسلمين لاتخاف أنت ولا هم غدراً ولا ختراً ولا إخفاراً حيث أحببت من أرض الله، فأنت وهم آمنون بأمان الله الذي لا إله إلا هو لا ينالك أمر تحاذره من =