[ذكر أقوال الأئمة (ع) في التفضيل]
  والشهود ما لا مزيد عليه، فنزل # عند ذلك وجرت أمور شرحها يطول، وعظم حال الفضل عند هارون، وارتفعت عنه التهمة في باب يحيى #، ومدح الفضل على ذلك بمدائح كثيرة منها شعر:
  سعى الناس في إصلاح ما بين هاشم ... وأعياهم الفتقُ الذي رتق الفضلُ
  كأن بني العباس في ذات بينهم ... وآل علي لم يكن بينهم ذحل(١)
  ومنها:
  ظَفِرْتَ فلا شُلتْ يدٌ برمكيةٌ ... رتقت بها الفتق الذي بين هاشم
  على حين أعيا الراتقين إلتئآمه ... فضجوا وقالوا ليس بالمتلائم
= ساعات الليل والنهار، ولا أدخل عليك في أماني غشاً ولا خديعة ولا مكراً، ولا يكون ذلك مني إليك بدسيس ولا جاسوس، ولا إشارة ولا معاريض ولا كناية ولا تصريح، ولا شيء مما تخافه على نفسك من حديد ولا مطعم ولا مشرب ولا ملبس ولا أضمره لك، وجعلت لك ألا ترى مني انقباضاً ولا مجانبة ولا ازدراء، فإنْ أمير المؤمنين هارون بن محمد بن عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس بن عبد المطلب نقض ما جعل لك ولأصحابك من أمانهم هذا أو نكث عنه أو خالفه إلى أمر تكرهه أو أضمر لك في نفسه غير ما أظهر أو أدخل عليك فيما ذكر من أمانه لك ولأصحابك إلتماس الخديعة أو المكر بك أو نوى غير ما جعل لك الوفاء به، فلا قبل الله منه صرفاً ولا عدلاً، وزبيدة بنت جعفر بن أبي جعفر طالق منه ثلاثاً بتة، وأن كل مملوك له من عبد أو أمة أو سرية وأمهات أولاد أحرار وكل امرأة يتزوجها فيما يستقبل فهي طالق، وكل مملوك يملكه فيما يستقبل من ذكر أو أنثى فهم أحرار وكل مال يملكه أو يستفيده فهو صدقة على الفقراء والمساكين، وإلا فعليه المشي إلى بيت الله الحرام حافياً راجلاً، وعليه المحرجات من الأيمان كلها، وأمير المؤمنين هارون بن محمد بن عبدالله خليع من إمرة المؤمنين والأمة من ولايته براء ولا طاعة له في أعناقهم والله عليه بما أكد وجعل على نفسه في هذا الأمان كفيل وكفى بالله شهيداً، انتهى.
(١) الذَّحْل: الثأر، أو طلب مكافأة بجناية جنيت عليك، أو عداوة أُتيت إليك، أو هو العداوة والحقد، جمعه: أذحال وذحول. تمت قاموس.