شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر أقوال الأئمة (ع) في التفضيل]

صفحة 430 - الجزء 1

  وذكر أمر زيد بن علي # لأن منكر فضل أهل البيت $ يشارك قتلة زيد بن علي # وأصحابه ¤ في سفك دمائهم، ووزر قتالهم؛ لأن علَّة قتالهم لزيد إنكار فضله وفضل أهل بيته ÷، وما أوجب على الكافة من توقيرهم والرجوع إليهم، وأخذ العلم عنهم، والجهاد بين أيديهم، وكل مذهب أدَّى إلى هذا فبطلانه ظاهر، ومعتقده خاسر.

  [٢٤]

  وكَمْ لأجدادِيَ مِنْ يَوْمٍ أغَرْ ... فيهِ النِّطاحُ بالجِبَاهِ والغُرَرْ

  لا يَرْفَعُ الصوتَ بِهِ إلاَّ الذَّكَرْ ... يَضَلُّ يَرْمِيْ بِالرُؤسِ والقِصَرْ

  أجداده هم الأئمة $، فقال: «إن ذكر أيامهم À ووقائعهم يطول شرحها»، فأورد لفظ الإستفهام وهو يريد التقرير والإلزام.

  ولآبائنا $ أيام غر محجَّلة بحميد أفعالهم، وجميل صبرهم، وحسن بلائهم في قتالهم ونزالهم، ووعظهم، وجدالهم، عرف منهم في ذلك ما لم يعرف من غيرهم، فكم لهم من يوم خلص فيه صبرهم، ووجب أجرهم، تصادمت فيه الخيل (بالغرر) - كما قال في القافية -: والفرسان (بالجباه) خرست فيه الألسن، ونطقت السيوف.

  وحديد السيوف يسمى (ذكراً)، وذلك ظاهر في اللغة.

  و (الرؤس) معروفة، و (القِصَر): بفتح الصَّاد: الأعناق، وما كان أصل تلك الأيام إلاَّ إنكار فضلهم على ما يأتي ذكره في البيت الذي يلي هذا.

  [٢٥]

  وأصلُهُ الإنكارُ لِلتفضِيلِ ... والقَوْلُ بالتّرجيم والتعليلِ

  ونَفي حُكْمِ الوَاحِدِ الجَلِيْلِ ... في كلِّ ما حيٍّ وكلِّ جيلِ