[ذكر أقوال الأئمة (ع) في التفضيل]
  والسيف لم يشهر، والجأش(١) طامن، والرأي لم يستخف، ولكن أسرعتم إلينا كطيرة الذباب، وتداعيتم كتداعي الفراش، فقبحاً لكم وترحاً؛ فإنما أنتم من طواغيت الأمة، وشذاذ الأحزاب، ونبذة الكتاب، ونفثة الشيطان، وعصبة الآثام، ومحرفي الكتاب، ومطفي السنن، وقتلة أولاد الأنبياء، ومبيدي عترة الأولياء، وملحقي العهَّار بالنسب، ومؤذي المؤمنين، وصراخ أئمه المستهزئين، الذين جعلوا القرآن عضين، وأنتم ابن حرب وأشياعه تعتمدون، وإيانا تخاذلون، أجل والله خَذْلٌ فيكم معروف، سنخت(٢) عليه عروقكم، وتوارثته أصولكم وفروعكم، وثبتت قلوبكم، وغشيت صدوركم، فكنتم أخبث شيءٍ، سنخاً للناصب، وأكلة للغاصب، ألا لعنة الله على الناكثين الذين ينقضون الأيمان بعد توكيدها، وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً، وأنتم والله هم، ألا إن الدعي ابن الدعي(٣) قد ركز بن اثنتين بين القتلة والذلة، وهيهات منَّا أخذ الدنيَّة؛ أبى الله ذلك ورسوله والمؤمنون، وجدود طابت، وحجور طهرت، وأنوف حمَّية، ونفوس أبيَّة، لا توثر مصارع اللئام على مصارع الكرام، ألا قد أعذرت وأنذرت، ألا إني زاحف بهذه الأسرة على قلة العتاد، وخذلة الأصحاب، ثم أنشأ يقول:
  فإن نَهْزِم فهزامون قُدْمَاً ... وإن نُهْزَم فغير مهزمينا
(١) الجأش: رواع القلب إذا اضطرب عند الفزع، والطامن: الساكن. تمت قاموس.
(٢) السِّنْخ بالكسر: الأصل ومن السن: منبته. تمت ق.
(٣) هو: عبيدالله بن زياد بن أبيه، من ولاة الأمويين، من الجبابرة السفاكين، ولد بالبصرة، ولاه معاوية خراسان سنة (٥٣ هـ) ثم نقله إلى البصرة سنة (٥٥ هـ) ثم لما مات معاوية أقره يزيد على إمارته سنة (٦٠ هـ) تولى توجيه وتعبئة الجنود الظالمة لقتل الحسين #، قتله إبراهيم بن الأشتر في خارز من أرض الموصل لما خرج ابن الأشتر طالباً بثأر الحسين سنة (٦٧ هـ) وكان يقال لابن زياد (ابن مرجانة). الأعلام (٤/ ١٩٣).