[ذكر أقوال الأئمة (ع) في التفضيل]
  ألا ثم لا تثبتون بعدها إلاَّ كريث ما يُرْكب الفرس، حتى تدور بكم الرحى عهداً عهده إليَّ أبي، {فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ}[يونس: ٧١]، {ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنْظِرُونِ ١٩٥}[الأعراف]، {إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ٥٦}[هود].
  اللَّهُمَّ احبس عنهم قطر السماء، وابعث لهم سنين كسني يوسف، وسلط عليهم غلام ثقيف(١) يسقيهم كأساً مراً(٢)، ولا يدع منهم أحداً إلاَّ قتله بَقَتْلِهِ، وضربه بضربهِ، ينتقم لي ولأوليائي ولأهل بيتي وأشياعي منهم، فإنهم غرونا وكذبونا وخذلونا، وأنت ربُّنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير).
  ثم قال: (أين عمر بن سعد؛ ادعوا لي عمر، فدعي له وكان كارهاً لا يحب أن يأتيه، فقال: يا عمر وأنت تقتلني تزعم أن يوليك الدعي ابن الدعي بلاد الري وجرجان، والله لا تتهنأ بذلك أبداً عهداً معهوداً، فاصنع ما أنت صانع، فإنك لا تفرح بعدي بدنيا ولا آخرة، ولكأني برأسك على قصبة قد نُصب بالكوفة يتراماه الصبيان ويتخذونه عرضاً بينهم)، فاغتاظ عمر بن سعد من كلامه. ثم صرف لوجهه عنه، ونادى بأجناده: (ما تنتظرون به؟ إحملوا بأجمعكم إنما هي أكلة واحدة)، فزحف عمر بن سعد، وكان تحت الحسين بن علي # فرس رسول الله ÷ المرتجز، فنادى عمر بن سعد غلامه دريداً قدم رايتك. ثم وضع سهمه في كبد قوسه، ثم رمى وقال: (إشهدوا لي عند الأمير - أي عبيدالله بن زياد - أني أول من رماه)، - لعن الله المشهد والشاهد والمشهود له من أولئك - ما أجرأهم على الله وأجهلهم بفضل رسول الله ÷ فرمى أصحابه كلهم بأجمعهم من كل جهة رشقة واحدة
(١) هو: الحجاج بن يوسف الثقفي، ولد سنة (٤٠ هـ) بالطائف، ولاه عبد الملك بن مروان مكة والمدينة والطائف والعراق، وكان سفاكاً سفاحاً ظالماً غشوماً، له أخبار كثيرة تحكي عن ظلمه وغشمه وقساوته، توفي بواسط سنة (٩٥ هـ) وأجري على قبره الماء فاندرس. الأعلام (٢/ ١٦٨).
(٢) في (ن) مُرَّة.