شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر أقوال الأئمة (ع) في التفضيل]

صفحة 474 - الجزء 1

  فما بقي أحد من أصحاب الحسين # إلاَّ أصابه من رميهم سهم لكثرتهم وقلّة أصحاب الحسين #؛ لأنهم - رحمة الله عليهم - كانوا دون المائة، كما يأتي في البيت الذي يلي هذا، وشرح قتالهم مفصلاً يطول، ولكن جملة الأمر أن أصحابه ~ ورحمة الله عليهم وأهل بيته ¤ تسابقوا إلى الموت دونه إلى أن بقي فرداً وحده، فلم يخضع ولم يتضعضع؛ بل صار يقاتل قتال اللَّيث عن عرينه، من عن شماله ويمينه، يغتنم الفرصة، ويطيل الحملة، ويقصر الحركة، فيكافؤهم تارة، ويزحزحوه أخرى، حتى عجب الناس من أمره. ثم نفق الفرس تحته فكان # أنهد راجل⁣(⁣١)، وأصدق حامل، إلى أن أثخن بجراحةٍ قاتلةٍ من سنان ابن أبي أنس النخعي، وتولى الإجهاز عليه خولي ابن يزيد الأصبحي من حِمْير، وهو الذي حز رأسه، وكان شمر بن ذي الجوشن الضبائي ممن تولى - أيضاً - قتله، وقتل وله ثمان وخمسون سنة، ودفن بدنه في الموضع الذي يزار فيه قبره من أرض نينوى⁣(⁣٢)، ووجد في بدنه ثلاث وثلاثون طعنة، وأربع وأربعون ضربة، ووجد في جبَّةٍ دكناء كانت عليه # مائة وبضعة عشر خرقاً ما⁣(⁣٣) بين طعنة وضربة ورمية، ~، ولعن قاتليه وخاذليه ومنكري فضله وجاحدي حقه، وليس إستقصاء أخبارهم $ لأن ذلك يطول ويخرجنا إلى الإسهاب الذي شرطنا إختصاره في ترجمة الكتاب، ولكنا نذكر ما تدعو الحاجة إليه في أثنائه من التنبيه على فضل أهل البيت $ وذكر أتباعهم وصفة أشياعهم المخلصين الذين فضلوهم على جميع العالمين؛ ورأوا أن فوات الأرواح بين أيديهم من جملة أصول الدين - رحمة الله عليهم أجمعين -.


(١) نهد كمنع ونصر: لعدوه صمد لهم. تمت قاموس.

(٢) نينوى - بكسر النون -: موضع بالكوفة. انتهى من هامش الشافي.

(٣) في (ن): من.