[حكايته لصفة حاله مع المخالف المنكر فضل العترة الطاهرة]
  أهلَ السماء ما يوعدون، وإذا ذهب أهل بيتي من الأرض أتى أهلَ الأرض ما يوعدون»، وهذا غاية البرهان لمن لم يجعل عقله حسيماً، وعرف الفرق بين المسميات والأسماء، فزع إلى أولى العباد بالعباد، وحجة الله على الحاضر من خلقه والباد، أقمار الحق المنيرة، وهداة كل ذي بصيرة.
  [٧٠]
  إنْ شكَّ في المولودِ يوماً والدُ ... فَحُبُنَا لهُ عليهِ شاهدُ
  ما كذبَ الحيَّ الحلالَ الرائدُ ... قولي إلى طُرُقِ الرشادِ قائدُ
  هذا غاية التنبيه لأهل البصائر على أن بغضة أهل البيت $ أسفل الخلق درجة؛ لأنه لا يبغضهم إلاَّ من يكون مخلوقاً من غير ماء صاحب الفراش فيأتي رديء المنصب، فتؤدّيه رداءة منصبه إلى بغضة العترة الطاهرة $.
  وقد روينا عن النبي ÷ أنه قال: «من أنكر فضل أهل بيتي، أو(١) أبغضهم، أو جحد حقّهم - أشكل لفظ الخبر بين هذه الألفاظ وهي كما ترى متقاربة - فهو لغير رشده»(٢).
  ومعنى قوله: (فحبنا له عليه شاهد): يقول: إذا شك الوالد في ولده هل هو له أم لا؟ واتهم أمّه، نظر في حال الصَّبي فإن كان محباً للعترة فهو له، وإن كان باغضاً لهم فليس له، فليحسن النظر في تسريحها بإحسان، ويعلم أنها من متخذات الأخدان، وذلك ثابت بنص الصادق الذي لا يكذب ولا يجوز عليه السهو فيما يتعلق بالتأدية إلينا ولا
(١) في (ن): و.
(٢) روى الإمام الناصر الأطروش # في كتاب البساط بسنده عن علي #: «لا يبغضنا إلا كافر أو ولد زنا».