حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[ملازمة علي (ع) لرسول ÷ وطاعته له]

صفحة 100 - الجزء 1

  الذي كان يناديه ÷ يا محمد، يا رسول الله، وهو شاب لم يبلغ درجة الرسالة فيظن أن ذلك من الحجر والأرض، فيتأمل فلا يرى شيئاً، رواه الصادق #.

  ومن ذلك: حديث: «نهيت أن أمسي وأنا عريان» وكثير ما يستدل به أهل الفروع، قاله ÷ وهو ابن سبع سنين للعباس لما وضع إزاره على عاتقه أو حمل التراب في حجره وذكر نحو ذلك محمد بن حبيب في أماليه.

  ومن ذلك: حديث شق بطنه عند أمه السعدية، وهو مشهور ومن أعظم دلالة على ذلك مجاورته ÷ مراراً كثيرة في حراء، وحب التخلي، وقد كان علي # أخذه رسول الله من أبويه وهو وليد فرباه وعلمه الخلال الحسنة، والأخلاق المرضية، وهو # يقتدي به ويتبعه في جميع أحواله اتباع الوليد لأمه.

  روى الفضل بن العباس، قال: سألت أبي عن ولد رسول الله ÷ الذكور أيهم كان رسول الله ÷ أشد حباً؟

  فقال: علي بن أبي طالب.

  فقلت: سألتك عن بنيه.

  فقال: إنه كان أحب إليه من بنيه جميعاً وأرأف، ما رأيناه زايله يوماً من الدهر منذ كان طفلاً إلا أن يكون في سفر لخديجة، وما رأينا أباً أبر بابن له منه لعلي، ولا ابناً أطوع لأب من علي له⁣(⁣١).

  وروى عن جبير بن مطعم أنه قال: قال أبي مطعم بن عدي لنا ونحن صبيان بمكة: ألا ترون حب هذا الغلام - يعني علياً - لمحمد، واتباعه له دون أبيه، واللات والعزى لوددت أنه ابني بفتيان بني نوفل جميعاً⁣(⁣٢).


(١) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (١٣/ ١٣٨).

(٢) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (١٣/ ١٣٩).