[قصة علي # مع الشيطان]
[علي (ع) يرى ما يراه النبي ÷ ويسمع ما يسمعه]
  وقال أمير المؤمنين ~: (قد علمتم موضعي من رسول الله ÷ بالقرابة القريبة، والمنزلة الخصيصة، وضمني في حجره وأنا وليد، يضمني إلى صدره، ويكنفني في فراشه، ويمسني جسده، ويشمني عرقه، وكان يمضغ الشيء ثم يلقمنيه، وما وجد لي كذبة في قول، ولا خطلة في فعل، ولقد قرن الله به ÷ من لدن أن كان فطيماً أعظم ملك من ملائكته يسلك به طريق المكارم ومحاسن أخلاق العالم، ليله ونهاره، ولقد كنت أتبعه اتباع الفصيل أثر أمه، يرفع لي كل يوم من أخلاقه علماً ويأمرني بالإقتداء به، ولقد كان يجاور في كل سنة بحراً فأراه ولا يراه غيري، ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول الله ÷ وخديجة وأنا ثالثهما، أرى نور الوحي والرسالة، وأشم ريح النبوة، ولقد سمعت رنة الشيطان حين نزل الوحي عليه ÷ فقلت: يا رسول الله ما هذه الرنة؟ فقال: «هذا الشيطان قد أيس من عبادته، إنك تسمع ما أسمع وترى ما أرى إلا أنك لست بنبي ولكنك الوزير، وإنك لعلى خير»(١) أهـ.
  وشواهد هذا كثيرة:
  منها: عند أحمد بن حنبل عن علي # قال: (كنت مع رسول الله ÷ صبيحة الليلة التي أسري به فيها وهو بالحجر يصلي فلما قضى صلاته وقضيت صلاتي سمعت رنة شديدة فقلت: يا رسول الله ما هذه الرنة؟ فقال: «ألا تعلم هذه رنة الشيطان علم أني أسري بي الليلة فأيس من أن يعبد في هذه الأرض».
[قصة علي # مع الشيطان]
  ومنها: ما أخرجه الكنجي محمد بن يوسف، قال: أخبرنا الصاحب نضام الدين أبو المعلى هبة الله بن الحسن الداومي، وتاج النساء صدن بنت قاضي القضاة أبي البركات جعفر بن قاضي القضاة عبدالواحد الثقفي الشافعي قرأت عليهما وأنا أسمع ببغداد، وأخبرنا العدل أبو الغنائم سالم
(١) شرح نهج البلاغة (١٣/ ١٣٦).