[علي (ع) يرى ما يراه النبي ÷ ويسمع ما يسمعه]
  إلا أن الخطيب قد أخرج له طريق أخرى أعني عن عبيدالله بن أحمد الصيرفي، وأحمد بن عمرو بن روح النهرواني، قالا: أنبأنا المعافى بن زكريا، حدثنا محمد بن زيد بن أبي الأزهر البوشجي، حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، حدثنا حجاج بن محمد، عن أبي جرير، عن مجاهد، عن ابن عباس بنحوه.
  قال الذهبي والسيوطي: رواته ثقات سوى ابن أبي الأزهر؛ فالحمل فيه عليه.
  قلت: محمد بن مزيد من رجال المرشد بالله يروي في فضائل الآل، وهو أحد مشائخ الدار قطني من علماء الجرح والتعديل لو كان فيه جرح لذكره.
  وقال الذهبي مع تعصبه: فيه ضعف، ولم يُتْرَك.
  وأما ابن الجوزي فقد تخبط وعدّه من موضوعاته.
  قلت: ونحو هذه الرواية ما أخرجه الحاكم الحسكاني(١) بإسناده إلى حبة العرني، قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول: دخلت على رسول الله ÷ في وقت كنت لا أدخل عليه فوجدت رجلاً جالساً عنده مشوه الخلقة ... إلخ وساق نحو الرواية الآتية وفيه: دعني يا علي فإن لك عندي وسيلة ولأولادك؛ قال: قلت ما هي؟ قال: لا يبغضك ولا يبغض ولدك أحد إلا شاركته في رحم أمه أليس الله يقول: {وَشَارِكْهُمْ ... الآية}[الإسراء: ٦٤].
  وقد أخرج ابن المغازلي نحو ذلك.
  وأخرج أيضاً الحاكم بسنده إلى جابر بن عبدالله، قال: كنا عند النبي ÷ إذ بصر برجل ساجد ثم راكع متطوع متضرع؛ فقلنا يا رسول الله: ما أحسن صلاته؛ فقال: «هذا الذي أخرج أبويكم من الجنة» فمضى إليه علي غير مكترث فهده هداً أدخل أضلاعه اليمنى في اليسار واليسار في اليمنى ثم قال: لأقتلنك إن شاء الله؛ فقال: إنك لن تقدر على ذلك إن لي أجلاً معلوماً من عند ربي ما لك تريد تقتلني، فوالله ما أبغضك من قريش إلا سفاحاً، ولا
(١) شواهد التنزيل لقواعد التفضيل، للحاكم الحسكاني (١/ ٣٤٥) رقم (٤٧٦).