[ترجمة أبي الجارود زياد بن المنذر]
  قال الدارقطني: إنما هو منذر بن زياد متروك.
  وقال غيره: إليه تنسب الجارودية، ويقولون علياً أفضل الصحابة، ويتبرأون من أبي بكر وعمر، وزعموا أن الإمامة مقصورة على ولد فاطمة. أهـ.
  فهذا عين ما جرحوه به وهو أنه اختار آل رسول الله ÷ على غيرهم، ومشائخه عيون العترة وتلامذته عيون الشيعة، وحاشاه الله من الكذب والرفض، كيف وهو عدو للرافضة كما هو عدو للقاسطين.
  ويا عجباً للبكرية والعثمانية وسائر القاسطين كيف يمتعصوا من منقبة تروى لأخي رسول الله ÷ وتِلوِه وخليفته على الأبرار من أمته، ويلجيهم ذلك إلى سب المؤمنين ورميهم بكل عضيهة(١)، ويجعلوا عليه ذلك أعظم ذنب اجترمه، وهذه قاعدة لهم وهي أن من لم يسب الطاغية اللعين معاوية بن أبي سفيان بل أثنى عليه وجعل أبا بكر أفضل الصحابة ثم عمر ثم عثمان ثم من كباب حطة فهو سني حقاً، ولو كان منه ما كان، وجعلوا روايته من أعلى درجات الصحة كحريز بن عثمان، ومروان بن الحكم، وابن حطان(٢) وغيرهم كثير.
  ومن أحب علياً أو روى له فضيلة فهو شيعي بمعنى ضعيف الرواية؛ فإن فضله على عثمان فهو غالٍ، فإن فضله على الشيخين فهو شيعي جلد رافضي لا يقبل له رواية، ولو كان من الدين والورع أعظم أهل الأرض، وشاهد ذلك تضعيف البخاري لأويس القَرَني.
  فإذا عرفت قاعدتهم تلك فالمحاول للجمع بين أتباع الثقل الأصغر والقاسطين مثل المحاول للجمع بين العسل والعلقم أو الماء والنار.
(١) رماه بالعضيهة أي بالإفك. تمت.
(٢) وأما هؤلاء فهم يسبون الوصي وما المراد بذكرهم إلا التمثيل لأن هؤلاء وافقوهم في المذهب ولم يبالوا بما كان منهم من العظائم.