[الحشوية يضعفون فضائل علي (ع) ويسكتوا عن غيره]
  ثم متى وجدت عدواً روى لعدوه منقبة أو قبلها؟!، وهذا محسوس بالضرورة فمتى يرضى القاسطون يروون لعدوهم الذي حبه علامة الإيمان وبغضه علامة النفاق فضيلة وإن اضطرهم الحال استهدفوا راويه وانتهشوا لحمه وبلغوا منه كل مبلغ.
  وقد جوَّد الكلام في هذا الباب وأحسن الرد السيد العلامة الحسن بن إسحاق في رسالته (بلوغ الأمنية في إظهار مخازي ابن تيمية)، والسيد العلامة محمد بن عقيل العلوي في كتابه (النصائح الكافية لمن يتولى معاوية)، وكذا في كتابه (العتب الجميل) وغيرهما - رحمهم الله -.
  وأما أبو الجارود: فقال السيد العلامة إدريس في كنز الأخبار في ترجمته: كان أبو الجارود عالماً بالكلام، جدلاً مناظراً.
  وترجم له القاضي أحمد بن صالح، وذكر عن نشوان أن الزيدية في زمانه على رأيه.
  وذكره صارم الدين والإمام الهادي وابن حميد وابن حابس في ثقات الشيعة.
  وخرج حديثه الإمام أحمد بن عيسى وأبو طالب والمرشد بالله ومحمد بن منصور، والترمذي وجماعة من الأئمة.
[الحشوية يضعفون فضائل علي (ع) ويسكتوا عن غيره]
  هذا، وانظر عدم إنصاف الحشوية أنه إن روي في علي أو في عترته فضيلة ردوها إن أمكنهم ردها بأي وجه، وإن لم يمكنهم ردها مسخوها بالتأويل حتى يخرجوها عن معناها، وإذا روي لغيرهم منقبة فقد يزينوها ويحسنوها أو يسكتوا عنها حيث لم يكن لهم فيها غرض.
  ألا ترى أنه أخرج أحمد وغيره أن حذيفة رأى الملك الذي ناجى رسول الله ÷ وبشره أن فاطمة سيدة النساء، وأن ابن عباس رأى جبريل يناجي النبي ÷ فأخبر أباه.
  وما رواه المحدثون أن الصحابة رأوا جبريل حين قعد بين يدي النبي ÷ يسأله عن معالم الدين فلما ولى أخبرهم النبي ÷ أنه جبريل.
  وكما رووا أن جماعة رأوا جبريل في صورة دحية يوم بني قريضة.