حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[إكرام الله لعلي (ع) بالعقل في صغره، وبقاء ذلك في ذريته]

صفحة 108 - الجزء 1

  ودل الحديث وشواهده أيضاً: أن له من الفضائل والمزايا ما ارتقت به ~ إلى ديوان الأنبياء غالباً، وأن الله أعطاه جميع ما للنبي من الخلال الحميدة، والمنازل الرفيعة، والدرجات العلية، والخلافة الدينية، إلا النبوة التي ختم الله بها أشرف خلقه، وأعظمهم منزلة عنده؛ فما عسى أن يبلغ الواصف والمطنب في هذه المنزلة من تقصي معانيها، وبلوغ غاية كنهها، إلا كما قال أبو العيناء لابن خاقان: رأيتني فيما أتعاطى من وصف فضلك كالمخبر عن ضوء النهار الباهر، والقمر الزاهر، الذي لا يخفى على الناظر، فأيقنت أني حيث انتهى بي القول منسوب إلى العجز، مقصر بين الغاية، فانصرفت عن الثناء عليك إلى الدعاء لك، ووكلت الإخبار عنك إلى علم الناس بك⁣(⁣١).

  فمن رفض الهوى وركب متن الإنصاف، وانقاد لأمر الله ولم تغلبه العصبية والحسد علم ذلك حقاً واستأنس واطمأن وإن قدح له قادح بحث فوجد ولم يقلد الآباء والأشياخ، فإنه يهجم به على ما هو كفلق الصباح بل كالشمس إذا ظهر واستنار وعرف الحق وصدق ما ذكرنا وله استبان.


(١) شرح نهج البلاغة (١/ ٢٢).