[شبه القائلين بكفره]
فصل [في الأدلة على إسلام أبي طالب]
  وحيث قد جرى ذكر أبي طالب في الحديث فقد بدا لنا أن نذكر بعض ما قيل في إسلامه: اعلم أن المنحرفين عن آل رسول الله ÷ قرناء الكتاب وأهل السفينة أجمعوا أن أبا طالب مات مشركاً بالله وكافراً برسوله.
[شبه القائلين بكفره]
  [١] واحتجوا على ذلك بما ردد البخاري(١) في كتابه تلذذاً وتشفياً من طريق الزهري عن ابن المسيب عن أبيه أن أبا طالب لما حضرته الوفاة دخل عليه النبي ÷ وعنده أبو جهل فقال: «أي عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله تعالى» فقال أبو جهل وعبدالله بن أبي أمية: يا أبا طالب ترغب عن ملة عبدالمطلب، فما زالا يكلمانه حتى قال آخر شيء: أنا على ملة عبدالمطلب، فقال النبي ÷: «لأستغفرن لك ما لم أنه فنزلت: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ١١٣}[التوبة]، ونزلت: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ}[القصص: ٥٦]»، وفي موضع: فأبى أن يقول لا إله إلا الله.
  [٢] وبما أخرجه البخاري(٢) عن مسدد، حدثنا يحيى، عن سفيان، حدثنا عبدالملك، حدثنا عبدالله بن الحارث، حدثنا العباس بن عبدالمطلب، قال للنبي ÷: ما أغنيت عن عمك فإنه كان يحوطك ويغضب لك؟ قال: «هو في ضحضاح من نار ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار».
(١) البخاري في صحيحه (٣/ ١٤٠٩) رقم (٣٦٧١).
(٢) البخاري (٣/ ١٤٠٨) رقم (٣٦٧٠).