حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[الكلام على قول أبي طالب (أنا على ملة عبدالمطلب)]

صفحة 114 - الجزء 1

  وأئمتنا $ يعارضون هذه الروايات كلها: بما رواه الإمام أبو العباس بسنده إلى جعفر بن محمد أنه قال: (هبط جبريل على النبي ÷ فقال: يا محمد إن الله يقرئك السلام ويقول إني حرمت النار على صلب أنزلك، وبطن حملك، وحجر كفلك، فقال النبي ÷: «بين لي من هم؟» فقال: أما الصلب الذي أنزلك فعبدالله بن عبدالمطلب، وأما البطن الذي حملك فآمنة بنت وهب، وأما الحجر الذي كفلك فعبد مناف).

  وبما رواه ابن هشام والحلبي في سيرته وصاحب الإكتفاء بلفظ: لما تقارب الموت من أبي طالب نظر العباس إليه فأصغى إليه بأذنه فقال: يا ابن أخي والله لقد قال أخي الكلمة التي أمرته أن يقولها⁣(⁣١).

  وحكى في فتح الباري عن ابن إسحاق بسنده إلى ابن عباس مثل ذلك⁣(⁣٢).

  قال: وقد ذكر السهيلي أنه رأى في بعض كتب المسعودي أنه أسلم.

[الكلام على قول أبي طالب (أنا على ملة عبدالمطلب)]

  هذا، ومع التنزل معهم فقد روى المسيب أنه قال: أنا على ملة عبدالمطلب.

  وعبدالمطلب كان عبداً مؤمناً بالله موحداً على بقية مما بلغه من دين إبراهيم الخليل، مصدقاً بمحمد ÷ وأخباره في هذا كثيرة:

  منها: قوله لأبرهة: له - يعني البيت - رب يحميه، واستغاثته عند باب الكعبة آخذ بحلقته وهو مشهور.

  ومنها: ما دار بينه وبين ذي يزن وغير ذلك.


(١) السيرة الحلبية (١/ ١١٤)، والسيرة الدحلانية بهامش السيرة الحلبية، ورواه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (١٤/ ٢٦٢)، والبهقي في دلائل النبوة (٢/ ٣٤٦)، وابن كثير في تاريخه البداية والنهاية (٣/ ١٢٣).

(٢) فتح الباري شرح صحيح البخاري (٧/ ١٩٤)، وفي الإصابة في معرفة الصحابة (٧/ ٢٣٤)، والسير والمغازي لابن إسحاق (٢٣٨).