حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[الكلام على قول أبي طالب (أنا على ملة عبدالمطلب)]

صفحة 115 - الجزء 1

  وأقوى من هذا كله: ما رواه الإمام أبو طالب، قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني، قال: أخبرنا محمد بن جعفر الفرزاذي، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن عمير، عن هشام بن سالم، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله ÷: «يبعث عبدالمطلب يوم القيامة أمة وحده» قال: وكان لا يستقسم بالأزلام، ولا يعبد الأصنام، ويقول: أنا على دين إبراهيم.

  وقال ÷ «إن عبدالمطلب سن خمساً من السنن، أجراها الله في الإسلام:

  حرم نساء الآباء على الأبناء، وأنزل الله قرآناً {وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ ءَابَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ}⁣[النساء: ٢٢].

  وسن الدية في القتل مائة من الإبل فجرت في الإسلام.

  وكان يطوف بالبيت سبعة أشواط ثم يقف على باب الكعبة فيحمد الله ø ويثني عليه.

  وكان قريش تطوف كما شاءت قل أو كثر، فسن عبدالمطلب سبعة سبعة فجرى ذلك في الإسلام.

  ووجد كنزاً فأخرج منه الخمس وتصدق به، فجرى ذلك في الإسلام.

  ولما حفر زمزم سماها سقاية الحاج فأنزل الله في ذلك: {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ ءَامَنَ بِاللَّهِ}⁣[التوبة: ١٩]»⁣(⁣١).

  وقد علمتم أن النبي ÷ نهى عن الإفتخار بالآباء المشركين وقال في ذلك أشد القول، وقد روي أن سورة (ألهاكم) نزلت في ذلك وكان ÷ لا يزال يفتخر بعبدالمطلب ومن قوله ÷ وقد اشتد الناس:

  أنا النبي لا كذب ... أنا ابن عبد المطلب

  فلو كان غير مسلم لما افتخر به ÷ وهو أسرع الخلق طاعة لأمر الله.


(١) أمالي أبي طالب (٣٥٩).