[تضعيف الشبهة رقم [3]]
  وقال أبو طالب: كان من أعوان بني أمية.
  وقال بعضهم: هو مجهول عند أهل الحديث.
  وروى المرشد بالله أنه أجهز على رضيع الحسين # عبدالله بن بقطر واحتز رأسه في الكوفة.
  وحكي أنه كان يمر بأصحاب علي # وهم جرحى فيقتلهم، ومن كان بهذه الغاية فروايته غير مقبولة.
  ومعارض أيضاً: بما أخرجه ابن سعد، عن عفان بن مسلم، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن إسحاق بن عبدالله بن الحارث، قال: قال العباس: يا رسول الله أترجو لأبي طالب؟ قال: «كل الخير أرجو من ربي»(١) أهـ.
  ورجال السند كلهم موثقون، وقد أتى رسول الله ÷ بلفظ (كل) التي هي من ألفاظ العموم؛ ثم (الخير) المحلى بالألف واللام؛ فدل الحديث أنه ÷ يرجو لعمه جميع أنواع الخير يوم القيامة.
[تضعيف الشبهة رقم [٣]]
  وأما حديث أبي سعيد: ففي سنده عبدالله بن شداد بن الهاد، عثماني وتعصب العثمانية وتشددهم على الطالبيين لا يخفى على ذي حجا.
  على أن الحديث ليس نصاً في أبي طالب، ومع صحته فهو يصلح في أبي لهب وإذا صلح في أبي لهب فهو محتمل، ومع الإحتمال ينحط عن الإحتجاج به.
  والذي يؤيّد هذا التأويل: ما رواه أبو العباس الحسني بسنده إلى أمير المؤمنين قال: (ما عبد أبي ولا جدي عبدالمطلب ولا هاشم ولا عبد مناف صنماً قط) قيل: فما كانوا يعبدون؟ قال: (كانوا يصلون إلى البيت على دين إبراهيم الخليل متمسكين به)(٢).
(١) روه ابن سعد في الطبقات (١/ ١٢٥، ١٢٤)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٦٦/ ٣٣٦).
(٢) أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني # في المصابيح (١٧٠) بسنده عن جعفر بن محمد عن آبائه، عن علي #.