حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[الكلام على الرواية رقم [7] عن ابن عمر]

صفحة 122 - الجزء 1

[الكلام على الرواية رقم [٧] عن ابن عمر]

  وأما رواية أبي سعيد عن ابن عمر: فابن عمر كان حدثاً يوم مات أبو طالب وقد تكلمنا في معنى الآية بما سبق آنفاً، على أن سعيد قال الذهبي: لا يُعرف ولم نجد له مزكٍّ.

  ويعارض روايته هذه: ما أخرجه ابن عساكر⁣(⁣١) بسنده إلى ابن عمر قال: قال رسول الله ÷ «إذا كان يوم القيامة شفعت لأبي وأمي وعمي أبي طالب» ورواه الحلبي في سيرته⁣(⁣٢).

[الكلام على الرواية رقم [٨] عن ابن عباس]

  وأما حديث ابن عباس: أن آية الأنعام نزلت فيه؛ فلم أقف على السند، لكن يدل على وضع الحكاية عن ابن عباس أن المشار إليه في الآية جماعة.

  فإن قيل: أتى بضمير الجماعة ليعمه وغيره بدليل حديث ابن أبي هلال.

  قلت: الضمير إذا جاء في حق المفرد فإنه لا يرد إلا في باب التعظيم والكافر لا يستحق التعظيم، وحديث ابن أبي هلال يدل على وضعه أن عمومة النبي إنما هم تسعة ثم إن إسلام حمزة قديم وحنوا أبي طالب وشفقته في الظاهر والباطن مما لا يدفعها أحد، وكذا العباس لم يؤازر النبي ÷ ليلة العقبة غيره وتوثيقه على نقباء الأنصار ومن معهم للنبي ÷ معروف مشهور.

  ثم إن الأعمام لم يبعث النبي ÷ إلا قد مات بعضهم فهذا دليل وضعه.

  على أن الحكاية منقطعة وسعيد من تابع التابعين وبصري أيضاً، وقد عرفت تحامل أكثرهم على الطالبيين حتى أنه بنا زياد في البصرة أربعة جوامع لا تقم إلا على شتم وصي رسول الله ÷.

  وقال ابن حزم أيضاً في سعيد: إنه ليس بالقوي.


(١) ابن عساكر في تاريخ دمشق (٦٦/ ٣٣٦).

(٢) السيرة الحلبية (١/ ٣٥١).