[الكلام في صحيح البخاري ومسلم]
  الطوسي، قال: حدثنا الزبير بن بكار، قال: أخبرني عمي مصعب بن عبدالله، قال: أخبرني موسى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن، عن أبيه، عن آبائه $ وقد جود الكلام وبسط عليه في إسلام أبي طالب ونقل أشعاره ونقل الأدلة في إسلامه، وفي مواهب الغفار وغيرها.
  فأما الحكاية التي حكيت عن كتاب النفس الزكية إلى الدوانيقي: فهي لم توجد قط إلا من طريق العباسية، وهو غير خافيك ما بينهم وبين الطالبيين، وأنهم يدّعون الإمامة بإرث العباس، وقد استمليت الكتاب في تاريخ الطبري فلم أجد تلك الحكاية.
[الكلام في صحيح البخاري ومسلم]
  فإن قلت: قد أقدمت على نقل الطعن في رجال الصحيحين، وقد أصفقت الأئمة على الإحتجاج برواتهما، وأن رواية رواة ما في كتاب الشيخين أصح ما على البسيطة بعد القرآن.
  قلت: كلا، لا زال الأئمة ينتقدوا عليهما قديماً وحديثاً، ويخُلصوا الزكي من الملوث في روايته، وسأنقل لك مما وقفت عليه إن شاء الله لتعذرني:
  روى القاضي العلامة الحسين بن أحمد نقلاً عن الذهبي أن في رجال البخاري من لم يُعرف إسلامه فرضاً عن عدالته.
  وروى الإمام المهدي والشيخ محمد بن صالح عن الهادي # أنه قال: بينهما - يعني كتابي البخاري ومسلم - وبين الصحة مراحل.
  وذكر ابن الصلاح في علوم الحديث بل صرح أن في كتاب البخاري ما ليس بصحيح وقال: إن كون ذلك معلوم إلى أن قال: فاعلم ذلك فإنهم مهم خاف.
  وروي أن أبا زرعة تكلم في الشيخين، وقد حكى غير واحد أن محمد بن إسماعيل مدلس.
  وذكر الذهبي في النبلاء: أن أبا حاتم وأبا زرعة تركا حديثه عند أن كتب إليهما الذهلي.
  وذكر عبدالقادر الحنفي في طبقات الحنفية: أن بعض الحفاظ قال: لما وضع مسلم كتابه عرضه على أبي زرعة فأنكر عليه وتغيض وقال: تسميه الصحيح فجعلته سلماً لأهل البدع وغيرهم.