حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[الخبر الأول عن سعد بن أبي وقاص]

صفحة 127 - الجزء 1

(الباب الثاني: في حديث المنزلة)

[الخبر الأول عن سعد بن أبي وقاص]

  [٩] (أحمد، حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، حدثنا سليمان بن بلال، حدثنا الجعيد بن عبدالرحمن، عن عائشة بنت سعد، عن أبيها، أن علياً خرج مع النبي ÷ حتى جاء ثنية الوداع وعلي يبكي يقول: تخلفني مع الخوالف؟ فقال: «أو ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة»⁣(⁣١).

  الحاشية: سليمان بن بلال: هو التيمي ولاءً، أبو محمد، وثّقه أحمد وابن معين، وخرج له الجماعة كلهم، ومن أئمتنا السيدان المؤيد بالله وأبو طالب، والمرشد بالله ومحمد بن منصور.

  وأما الجعيد: فوثقه ابن معين، وخرج له الجماعة إلا ابن ماجه، وبعضهم يقول: جعد، أما هنا فمصغر.

  وأما عائشة: فوثقها ابن حبان، وخرج لها البخاري والأربعة إلا ابن ماجه.

  وأما سعد: فهو سعد بن أبي وقاص، وهو مالك بن أهيب الزهري، أسلم قديماً، وشهد المشاهد كلها، ولكنه اعتزل الوصي وخذله فقال علي # فيه وفي أصحابه: (أولئك قوم خذلوا الحق ولم ينصروا الباطل).

  ولما عاتبه معاوية على سب الوصي فحدثه في الوصي أجاب عليه معاوية بما سك سمعه من التوبيخ على تركه لنصرة الوصي وقد سمع ما سمع؛ حكاه المسعودي في المروج⁣(⁣٢).

  ويروى أنه كان مجاب الدعوة، وموته سنة خمس أو ست وخمسين.


(١) مسند أحمد (١/ ٢٧٧) الحديث رقم (١٤٦٦) [طبعة دار إحياء التراث العربي - بيروت - لبنان، الطبعة الثالثة سنة ١٩٩٤ م، ١٤١٥ هـ] وفي الطبعة الأخرى بتحقيق أحمد شاكر (٢/ ٢١٩) رقم (١٤٦٣) [طبعة دار الحديث، القاهرة مصر الطبعة الأولى/١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م] قال المحقق: وإسناده صحيح.

(٢) مروج الذهب ومعادن الجوهر للمسعودي (٣/ ٢٤)، الإستيعاب في أسماء الأصحاب، بهامش كتاب الإصابة (٣/ ٣٤).