حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

كتاب كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء

صفحة 15 - الجزء 1

كتاب كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء

  

  الحمد لله أفضل حمد حمده أحد من خلقه، وأصلي وأسلم على أشرف من دعا إلى الله وقاد المقانب، وعلا السبع الشداد وشرفه على سائر الخلائق، وفضله أن نطقَه نور فاتق وشفاء شافي، وعصمة عن الهوى أو أن يحابي، إن هو إلا وحي يوحى، وعلى آله الغر المنتجبين القافين أثره، والسالكين سبيله، وعلى المتمسكين بالثقلين الصادقين إلى يوم الدين، من الصحابة وتابعيهم من المسلمين المهتدين.

  أما بعد:

  فإنه قد طال العهد بيننا وبين نبينا نبي الرحمة ÷، وتوسطت قرون كثيرة، وروى عنه حفاظ الثقات الحق، وجاء الظالمون والغافلون بغيره، حتى افترقت الأمة إلى فرق شتى وجحدت كل أمة غيرها ولم تقبل لها قولاً، غير الأمة العلوية الزيدية فإنها أخذت الحكمة من حيث وجدت، كما روي عن النبي ÷ أنه قال: «الحكمة ضالة المؤمن».

  قال أمير المؤمنين ووصي رسول رب العالمين: (ما كانت حكمة في قلب منافق فيخرج من الدنيا إلا يتكلم بها).

  حتى أظلم عليه السبيل فهو يخبط في حقهم خبط عشواء، ويظلمهم حقهم ما هو كالشمس في الضياء، وإلى الله المرجع والمآب وهو الحكم العدل الجليل المتعال.

  وقد جمعت من رواية إمام المتسمين بأهل السنة وقائدهم جملة شافية، وحجة على الجاحد، وتثيبتاً للمؤمن وزيادة في الإطمئنان؛ فإن الإمام أحمد بن حنبل أجمع المحدثون على إمامته، وعلو كعبه، وغاية بلوغه في الحديث وتنقيحه.

  وذكر بعضهم أنه انتقى المسند الكبير من أكثر من سبعمائة ألف حديث وخمسين ألف حديث، ولم يدخل فيه إلا ما يحتج به.

  وبالغ بعضهم فأطلق على جميع ما فيه أنه صحيح، وذلك غلوٌّ بَيِّنٌ.