حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[نصب حريز بن عثمان وتوثيق الخصوم له وبيان بغضه لأمير المؤمنين]

صفحة 141 - الجزء 1

[نصب حريز بن عثمان وتوثيق الخصوم له وبيان بغضه لأمير المؤمنين]

  قلت: روى إسماعيل بن عياش أنه سمع حريز بن عثمان يقول: هذا الذي يرويه الناس عن النبي ÷ أنه قال لعلي: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى» حق ولكن أخطأ السامع، قلت: فما هو؟ قال: إنما هو: إنما أنت مني بمنزلة قارون من موسى. أهـ.

  ومع كلامه هذا فالقاسطون يجلوا من شأنه ويجعلوا روايته أصح الصحيح، خرج له البخاري.

  وقال الذهبي: متقناً ثبتاً.

  وقال معاذ بن معاذ: لا أعلم أني رأيت شامياً أفضل منه.

  وقال أبو داود: سألت أحمد عنه فقال: ثقة ثقة ثقة، ولم يكن يرى القدر.

  وكذا وثقه ابن معين وجماعة.

  وقال أبو حاتم: لا أعلم بالشام أثبت منه.

  وقد كان أبو اليمان وعمر بن علي وغيرهما حققوا نصبه.

  وقال يحيى بن صالح صليت معه الفجر سبع سنين فكان لا يخرج من المسجد حتى يلعن علياً سبعين مرة.

  وقال ابن حبان: كان يلعن علياً بالغداة سبعين وبالعشي سبعين مرة.

  قلت: وهذا مما يفضي بالعاقل إلى العجب العجاب، ويذهب بالحكيم إلى الإستغراب، أن روى الحشوية في الوصي ما رووا من المناقب والفضائل التي أفضت به إلى غاية الغاية إلا النبوة، ثم يروون عن مبغضيه ما هو مثل هذا، ثم يعدلوه ويزكوه ويرجحوا روايته على غيرها ويقولوا صاحب سنة من الثقات يحتج به ولا يسأل عنه.

  ولله القائل:

  لقد رابني من عامر أن عامراً ... بعين الرضا يرنو إلى من جفانيا

  وقول القائل:

  تود عدوي ثم تزعم أنني ... صديقك ليس النوك عنك بعازب