حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[الكلام على حديث المنزلة وتواتره]

صفحة 142 - الجزء 1

  إذا تبين لك هذا عرفت أنهم يعطفوا الحق على الباطل كأنهم مُفَوَّضُون يحكمون بما يشتهون، أما كان يحفظ رسول الله ÷ في صحابته التي تدندنوا بها حيث لم يحفظوا حق القرابة وتنزلوا حريزاً، ومرواناً، وعمر بن ثابت، ومعاوية وعماله، والمغيرة، وعمرو، وحبيب وأشباههم منزلة من تناول من الشيعة بغاة الصحابة وفساقهم ومنافقيهم إن هذا لهو الداء العضال وإلى الله الحكم والمآب.

[الكلام على حديث المنزلة وتواتره]

  وحديث الباب: قال المنصور بالله # فيه من الكتب المشهورة الصحيحة عند المخالف أربعون إسناداً من غير رواية الشيعة وأهل البيت، ثم قال: والخبر مما علم بالضرورة.

  وقال الحاكم الحسكاني: هذا حديث المنزلة الذي كان شيخنا أبو حازم الحافظ يقول: خرجته بخمسة آلاف إسناد.

  وقال الحاكم النيسابوري: هذا حديث دخل في حد التواتر.

  وقال الإمام القاسم بن محمد: وهذا الخبر متواتر مجمع على صحته.

[الدلالات البلاغية والبيانية في خبر المنزلة]

  واعلم، أن مقتضى التشبيه في هذا الحديث أن الحكم الذي هو الشَبَه للمشبه به الذي هو الوصي مساوٍ للمشبَّه به ÷ لا يزيد ولا ينقص منه إلا ما خرجه الإستثناء، وتقديم المسند فيه لكون العناية بصاحبه أهم، وليتمكن الحكم في ذهن السامع، وإزاحة تخيل وقوع الحكم لغيره، وتعريفه بضمير الخطاب فيه من التنويه والتعظيم لمدلول ما وصفه به النبي ÷ ما يربو على كل منزلة لغيره من الأمة كما صرح به البيانيون، وفيه أتم فائدة للمخاطب والسامعين، وتمييزه أيضاً بتلك المنزلة دون غيره أكمل تمييز كما حققه إمام النحاة سيبويه وغيره.