حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[كلام العلماء في خبر الغدير وتواتره]

صفحة 169 - الجزء 1

[كلام العلماء في خبر الغدير وتواتره]

  وقال الإمام الهادي لدين الله الحسن بن يحيى #: وأما حديث الغدير فقد طَرّقه محمد بن جرير الطبري من خمسة وسبعين طريقاً وأفرد لذلك كتاباً، وطرقه ابن عقدة من مائة وخمس طرق وأفرد له كتاباً.

  قال المنصور بالله عبدالله بن حمزة #: ولا شك في بلوغه حد التواتر وحصول العلم به، ولم نعلم خلافاً ممن يعتد به من الأمة إلا من مرتكب طريقة البهت ومكابرة العيان.

  وقد قال المقبلي ما معناه: إن لم يكن خبر الغدير متواتراً فما في الدنيا متواتر.

  وفي لفظ له: هو حديث معلوم وإلا فما في الدنيا معلوم⁣(⁣١)، وقرر أنه لا أوضح منه دلالة.

  وقال السيد العلامة محمد بن إبراهيم: يروى من مائة طريق واثنين وخمسين طريقاً لا يحفظها إلا أفراد من الحفاظ.

  وقال ابن حجر الهيثمي في صواعقه: إنه رواه ثلاثون من الصحابة⁣(⁣٢).

  وقال ابن حجر العسقلاني في تخريج الكشاف: سبعة وعشرون من الصحابة، غير الروايات المجملة مثل اثنا عشر ثلاثة عشر، جمع من الصحابة، ثلاثون رجلاً، من رواية النسائي، وابن حبان، والحاكم، وابن أبي شيبة، وأبي يعلى، والبزار، والطبراني في معاجمه، ومسلم، والملائي، وابن عقدة، وابن جرير الطبري.

  وقال الغزالي: أسفرت الحجة وجهها وأجمع الجماهير على خطبة يوم الغدير⁣(⁣٣).


(١) الأبحاث المسددة [ط ١/ ص ٣٣٤، ٣٣٤، ٣٣٦/ ط: دار الجيل الجديد].

(٢) الصواعق المحرقة لابن حجر الهيتمي [ط ٢/ ص ٦٤/ وص ١٨٨/ ط: دار الكتب العلمية]، ومما قال في [ص ٦٤] في هذ الحديث الشريف بأنَّه: حديث صحيح لا مرية فيه، وقد أخرجه جماعة كالترمذي والنسائي، وطرقه كثيرة جداً، ومن ثَمَّ رواه ستة عشر صحابياً، وفي رواية لأحمد أنَّه سمعه من النبي ÷ ثلاثون صحابياً، وشهدوا به لعلي، إلى أن قال: وكثير من أسانيدها صحاح وحسان. إلخ.

(٣) كتاب سر العالمين للغزالي المطبوع ضمن مجموع رسائله [ط ١/ ص ٤٥٣/ ط: دار الفكر/ سنة: ١٤٢٤ هـ]، ولفظها: لكن أسفرت الحجة وجهها، وأجمع الجماهير على متن الحديث من خطبته في يوم عيد غدير خُمٍّ باتِّفاق الجميع، وهو يقول: «من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه»، فقال عمر: بَخ بخ يا أبا الحسن لقد أصبحتَ مولاي ومولى كل مؤمن، وفهذا تسليم ورضى وتحكيم. إلخ.