حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[تفسير المراد بقوله ÷: «ألست أولى بكم من أنفسكم»]

صفحة 170 - الجزء 1

  والذي رواه ابن الإمام في الهداية عن ثمانية وثلاثين رجلاً من الصحابة سماهم بأسمائهم من غير طرق أهل البيت وشيعتهم.

[تفسير المراد بقوله ÷: «ألست أولى بكم من أنفسكم»]

  فإذا فهمت ما في الباب فاعلم أن الله سبحانه قال في كتابه الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ - يعني في أمور الدين والدنيا - مِنْ أَنْفُسِهِمْ}⁣[الأحزاب: ٦].

  قال جار الله: ولذا أطلق ولم يقيد فيجب أن يكون أحب إليهم من أنفسهم، وحكمه أنفذ عليهم من حكمها، وآثر لديهم من حقوقها، وشفقتهم عليه أقدم من شفقتهم عليها، وأن يبذلوها دونه، ويجعلوها فدائه إذا أعظل خطب، ووقائه إذا لقحت حرب، وأن لا يتبعوا ما تدعوا إليه نفوسهم ولا ما يصرفهم عنه، ويتبعوا كل ما دعاهم إليه رسول الله ÷ وصرفهم عنه، أهـ.

  وهذا الذي مشى عليه المفسرون، قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ٣٦}⁣[الأحزاب].

  فإذا تبين لك هذا: فإن النبي ÷ قرر المسلمين بقوله: «ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟» قالوا: بلى؛ ثم أكد تقريره لهم بقوله في رواية البراء: «ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟» قالوا: بلى.