حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[تفسير قوله ÷: «من كنت مولاه فعلي مولاه»]

صفحة 172 - الجزء 1

  عنها رسول الله ÷ فقال ÷: «الله مولاي أولى بي من نفسي لا أمر لي معه، وأنا ولي المؤمنين أولى بهم من أنفسهم لا أمر لهم معي، ومن كنت أولى به من نفسه لا أمر له معي فعلي بن أبي طالب مولاه أولى به من نفسه لا أمر له معه» ورواه المؤيد بالله بهذا السند في أماليه⁣(⁣١).

  وهذا ليس بعده بيان لمن شرح الله صدره، وحسنت بصيرته، ولزم الجادة، وترك الهوى، ولزم التقوى، وآثر الباقي على الفاني، وأما من حاد عن سبيل الهدى، وركب متن الضلال، وامتطى مطية الإعتساف، فقد زخرف لنفسه أباطيل، وقمش شبه، وصحح أكاذيب، وزين مموهات وحسنها حتى زل وضل، وأضل كثيراً وأردى، والحكم فيه للقاهر الأعلى.

  وما ذكرنا هنا من دلالة الحديث قد فهمه المخاطبون وقيل فيه من القريض ما لا يدفع، وقال عمر: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة، وفي بعضها: بخٍ بخٍ.

  وقول القائل: ما يألوا أن يرفع ابن عمه، وما في حديث ابن عيينة من قول النعمان بن الحارث ثم رفعت بضبع ابن عمك ووليته علينا إلى أن قال: فولى وهو يقول: اللهم إن كان هذا هو الحق فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم فرماه الله بحجر وقع على هامته وخرج من دبره ونزلت: {سَأَلَ سَائِلٌ ... الآية}⁣[المعارج: ١]، أو نحو هذا في تفسير الثعلبي [ورواه أبو السعود في تفسيره]⁣(⁣٢).

  والإستدلال بهذا الحديث لا زال الوصي يحتج به ومن بعده إلى زماننا هذا على ولاية علي # إلا أن الكثير جعلوها دلالة خفية.


(١) الأمالي الصغرى للمؤيد بالله (١٠٢) الحديث الثامن عشر.

(٢) زيادة من حاشية الأصل.