حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[زعم ابن تيمية أن الولاية ليس المراد بها الإمارة والرد عليه]

صفحة 181 - الجزء 1

  وهذا الإسناد صحيح على شرط مسلم.

  والحديث أخرجه المرشد بالله⁣(⁣١)، وأبو داود الطيالسي⁣(⁣٢)، والحسن بن سفيان، وأبو نعيم في فضائل الصحابة، وابن أبي شيبة⁣(⁣٣)، إلا قوله: «من بعدي» فلأحمد وابن أبي شيبة.

  ودل الحديث أن علياً من النبي وأن نفسه كنفسه، وأن النبي منه.

  ويشهد له آية المباهلة وسيأتي إن شاء الله الكلام على ذلك؛ فهل تجد فوق هذه المنزلة منزلة أو جاء لأحد من الصحابة ما هو دون هذا، لا تجده وإن زخرف مزخرف، وَمَوَّه مُمَوِّه.

  وليس قولنا هذا يحط منزلة من له منزلة من سابق الصحابة، وكُلٌّ منزلته من الله ورسوله على قدره إلا أن القاسطين وأتباعهم قد جعلوا للقوم ما لا يحتسبونه، ولا فاهوا بأقصر دعوى فيه.

  وأما قوله ÷: «وهو ولي كل مؤمن بعدي» فهو شامل لكل مؤمن لا يخرج أحد من المؤمنين من ولايته، وتقييده بعده يثبت القول أن خلافة الوصي بعد موت النبي ÷ بلا فصل.

[زعم ابن تيمية أن الولاية ليس المراد بها الإمارة والرد عليه]

  وأما ابن تيمية فقال في منهاج البدعة وهو الذي يعول عليه أهل نحلته: إن هذه الولاية ليس المراد بها الإمارة وإنما المراد الولاية التي هي ضد العداوة.

  وقد أجاب عليه بعض علمائنا: إن الأحاديث في سبب نزول آية المائدة وحديث الغدير وما في معناه يدل على أن الولاية المراد بها الخلافة.

  كما يشهد له قراءت ابن مسعود: (إنما مولاكم الله ورسوله ... الآية).


(١) الأمالي الخميسية (١/ ١٣٤) بلفظ «ماتريدون من علي، ما تريدون من علي، ما تريدون من علي، علي مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي».

(٢) مسند الطيالسي (١/ ١١١) رقم (٨٢٩) بلفظ «مالهم ولعلي - ثلاثاً - إلى آخره».

(٣) مصنف ابن أبي شيبة (٧/ ٥٠٤) كتاب الفضائل، باب فضائل علي.