حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[معاني لفظة مولى ورجوعها إلى معنى الأولى]

صفحة 183 - الجزء 1

[معاني لفظة مولى ورجوعها إلى معنى الأولى]

  إذا عرفت هذا، فاعلم: أن لفظ مولى ليست مشتركة كما زعموا بل هي بمعنى الأولى، وهذا المعنى يأتي في جميع ما ذكروه، ومن معاني المولى المعتِق، والمعتَق، وابن العم، والناصر، والمتولي ليضمن الجريرة وتحويز الميراث، والحليف، والجار، والإمام، والسيد المطاع، وهذه جميعها راجعة إلى معنى الأولى وهو ظاهر.

  لأن مالك الرق أولى بكل أمر يتعلق بعبده، والمعتِق أولى بميراث المعتَق، والمعتِق لذلك في تحمل جريرته وألصق به ممن أعتقه غيره، وابن العم أولى بالميراث والنصرة وغير ذلك، والناصر كذلك والمتولي لتضمن الجريرة بما ألزم نفسه كان بذلك أولى، والحليف كذلك، والجار أولى بنصرة جاره وبداره.

  فصارت جميع المعاني ترجع إلى المعنى الأول الذي هو الأولى، ونحن لا نحتاج إلى الإحتجاج به، على أن المراد الخلافة هاهنا فقد علم ذلك وكثر الخوض فيه، وفي أن المتبادر من الأفهام من هذا الحديث - من صدره وعجزه، وفحواه وتشييده بذكره وتشبيهه بنفسه، وذكر النصر والخذلان - لأعظم شاهد عند سليم الفطرة بالمراد. أهـ المراد نقله باختصار.

  ثم قال: ولم يكن النبي ÷ ينادي: الصلاة جامعة، ثم يخطب الناس بأجمعهم ثم يرفعه حتى يراه كلهم ثم يخطب بذلك في الجمع الكثير ويكرره في المجامع إلا لأمر ما.

  وقال المولى إسحاق بن يوسف: وعلى تسليم أنها مشتركة أما في خبر الغدير فلا ريب أنه بمعنى الأولى لقوله في صدر الحديث: «ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم» ثم قال: «من كنت مولاه».

  وقد يقول من يدعي الإشتراك: إن ما ذكر من إطلاق اللفظ على هذه المعاني هو المقصود ولا يضر كون المعنى فيها هو الأولى، إذ يكفي في معنى تحقيق الإشتراك إطلاق اللفظ على هذه وعلى هذا على السواء إن كان من المتواطي، لا المشترك إذ لا يفيد المقصود من الإستدلال لاحتمال إرادة المعنى الآخر.