[بعض روايات الخصوم في تفضيل أبي بكر على علي #]
  والجواب عنه: بأن تلك المعاني الآخرة لا تقصد في مثل هذا المقام، ولا تليق لتعذر البعض وعدم مناسبة الآخر للمقام، فلم يبق إلا المعنى المقصود أولاً. انتهى.
[بعض روايات الخصوم في تفضيل أبي بكر على علي #]
  واعلم أن المنحرفين عن وصي رسوله وآله قد أَصّلوا عقائدهم على أحاديث ضعيفة إلا أن الهوى قواها لديهم.
  منها: ما أخرجه عبدالله بن أحمد، عن وهب بن بقية، عن خالد، عن عطاء بن السائب، عن عبد خير، عن علي: (ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم خيرها بعد أبي بكر عمر).
  وأخرجه عن عبدالواحد البصري، عن أبي عوانة، عن خالد بن علقمة، عن عبد خير نحوه.
  وأخرجه عن وهب، عن خالد بن عبدالله، عن حصين، عن المسيب بن عبد خير، عن أبيه كذلك نحوه.
  وأخرجه عن الحكم بن موسى، عن شهاب بن خراش، عن الحجاج بن دينار، عن حصين بن عبدالرحمن، عن أبي جحيفة، قلت: لا والله يا أمير المؤمنين إني لم أكن أرى أن أحداً من المسلمين بعد رسول الله أفضل منك، قال: أفلا أحدثك بأفضل الناس فذكر نحوه.
[تضعيف تلك الروايات]
  فأما السند الأول: ففيه عطاء: اختلط في آخر عمره، قال ابن معين: ولم يرو عنه خالد إلا في الإختلاط.
  وأما الثاني: ففيه عبدالواحد بصري، وغالبهم متهوم على الوصي.
  وخالد بن علقمة: قال أبو حاتم: شيخ وهو غير متهم عليه لأنه منهم.
  وأبو عوانة: هو الوضاح، قال أبو حاتم: إذا حدث من حفظه يغلط كثيراً ويخلط.
  وأما الثالث: ففيه وهب وحصين، قال أبو حاتم: ساء حفظه في آخر عمره، ولم يبين خالد روايته قبل الإختلاط أم بعده، ولكن جزمه على الرواية عن عطاء حال اختلاطه يدل على عدم مبالاته في حصين وغيره.