[معارضة فضائل علي (ع) بفضائل لغيره]
  لكن أحمد قد أخرجه عن مؤمل عن نافع عن ابن أبي مليكة عن عائشة بلفظ: ادعوا لي أبا بكر وابنه ليكتب، لكيلا يطمع في أمر أبي بكر طامع ولا يتمنى متمن ... الحديث.
  ومؤمل هو ابن إسماعيل، قال أبو حاتم: صدوق شديد في السنة(١) كثير الخطأ.
  وقال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو زرعة: في حديثه خطأ كثير.
[معارضة فضائل علي (ع) بفضائل لغيره]
  قال بعض المعتزلة ممن يتعصب لأبي بكر في خلافته في سياق الكلام - قاله ذم للواضعين من المتسمين بالتشيع والبكرية -: فلما رأت البكرية ما وضعت الشيعة وضعت أحاديث في مقابلة هذه الأحاديث نحو: لو كنت متخذ خليلاً؛ فإنهم وضعوه في مقابلة حديث الإخاء، ونحو سد الأبواب فإنه كان لعلي # فقلبته البكرية، ونحو: ائتوني بدواة وبياض أكتب فيه كتاباً لأبي بكر لا يختلف عليه اثنان.
  ثم قال: يأبى الله تعالى والمسلمون إلا أبا بكر، فإنهم وضعوه في مقابلة الحديث المروي في مرضه: «ائتوني بدواة وبياض أكتب لكم ما لا تضلون بعده أبداً» فاختلفوا عنده وقال قوم قد غلبه الوجع حسبنا كتاب الله، ونحو: أنا راض عنك فهل أنت عني راض، ونحو ذلك.
  فهذا أعظم ما تشبثوا به في حق أبي بكر، وقد كان أبو بكر طول حياته لا يذكر شيئاً من هذا ولا يدّعيه؛ بل قال: وليتكم ولست بخيركم، وهو في مقام المنازعة.
[حول صلاة أبي بكر بالناس في مرض النبي ÷]
  وأما حديث الصلاة: فكل من رواه إنما رواه من طريق عائشة، ومع ذلك فليس فيه دلالة على ما طلبوا، مع أن النبي ÷ قد عزله في آخر صلاة من حياته كما رووه هم، وقد روت السلسلة الطاهرة والعناصر المطهرة عن علي # أن الآمر عائشة، وليس رسول الله ÷ وعلي # أثبت من عائشة عند جميع المتقين.
(١) يعني معرق في ميله إلى شيعة القاسطين فلذا مدحه بالشدة.