حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[مؤاخاة النبي ÷ لعلي #]

صفحة 192 - الجزء 1

  الحاشية: الحديث كان فيه بعض الطول ثم اختصرته وآخره هكذا مكرر، وقد ذكر البيانيون أن التأكيد لتقرير المسند إليه أي تحقيق مفهومه ومدلوله وجعل مستقراً ثابتاً بحيث لا يظن السامع أن المراد من ذلك اللفظ غيره، وصرحوا أن (إن) المكسورة واسمية الجملة وتكريرها كلها لتأكيد الحكم وتمكنه في ذهن السامع.

[مؤاخاة النبي ÷ لعلي #]

  وقوله ÷: «فإنه مني وأنا منه» في حديث أنس: «ما يبكيك يا أبا الحسن؟» فقال: آخيت بين المهاجرين والأنصار وأنا واقف تراني وتعرف مكاني ولم تؤاخ بيني وبين أحد قال: «إنما ادخرتك لنفسي ألا يسرك أن تكون أخا نبيك؟» قال: بلى يا رسول الله أنا لي بذلك؛ فأخذ بيده فأرقاه المنبر فقال: «اللهم إن هذا مني وأنا منه، ألا إنه مني بمنزلة هارون من موسى، ألا من كنت مولاه فعلي مولاه» قال: فانصرف علي قرير العين؛ فأتبعه عمر بن الخطاب فقال: بخٍ بخٍ يا أبا الحسن أصبحت مولاي وكل⁣(⁣١) مسلم. أخرجه ابن المغازلي.

  وعن سعيد بن المسيب أن النبي ÷ آخى بين الصحابة فبقي رسول الله وبقي أبو بكر وعمر وعلي، فآخى بين أبي بكر وعمر، وقال لعلي: «أنت أخي» أخرجه أحمد⁣(⁣٢)، وهذا الحديث من مراسيل سعيد وهي عندهم مقبولة، وقد ادعى بعضهم الإجماع على قبول مراسيله.

  وأخرج أحمد⁣(⁣٣) أيضاً أن النبي ÷ آخى بين الناس وترك علياً حتى بقي آخرهم لا يرى له أخاً فقال: يا رسول الله آخيت بين الناس وتركتني؛ قال: «ولمن تراني تركتك


(١) قوله: (وكل مسلم) إذا ثبتت الرواية هكذا فهو من العطف على الضمير المجرور بدون إعادة الخافض، وهو شائع، ولكنه لا يبعد أن يكون ثمة لفظ قد سقط وهو (مولى) قبل (كل) كما في غيره. تمت.

(٢) فضائل الصحابة (٢/ ٥٩٧) رقم (١٠١٩).

(٣) فضائل الصحابة (٢/ ٦١٧) رقم (١٠٥٥).