حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[مؤاخاة النبي ÷ لعلي #]

صفحة 194 - الجزء 1

  وأخرج أبو يعلى وقال البوصيري ورواته ثقات، عن علي من حديث له «قم والله لأرضينك، أنت أخي، وأبو ولدي، تقاتل عن سنتي، وتبري ذمتي» الحديث نحو من حديث ابن عمر.

  وفي حديث المجموع: قال رسول الله ÷: «قال لي ربي ليلة أسري بي: من خلفت على أمتك؟ قال: قلت أنت أعلم يا رب، قال: يا محمد إني انتجبتك لرسالتي واصطفيتك لنفسي، فأنت نبيي، وخيرتي من خلقي، ثم الصديق الأكبر، الطاهر المطهر، الذي خلقته من طينتك، وجعلته وزيرك، وأبا سبطيك السيدين الشهيدين الطاهرين المطهرين سيدي شباب أهل الجنة، وزوجته خير نساء العالمين، أنت شجرة وعلي أغصانها وفاطمة ورقها والحسن والحسين ثمارها، خلقتها⁣(⁣١) من طينة عليين وخلقت شيعتكم منكم إنهم لو ضربوا على أعناقهم بالسيوف ما ازدادوا لكم إلا حباً، قلت: يا رب ومن الصديق الأكبر؟ قال: أخوك علي بن أبي طالب» قال: بشرني بها رسول الله وابناي الحسن والحسين منها قبل الهجرة بثلاثة أحوال⁣(⁣٢).

  وروي عن مينا ابن مينا مولى عبدالرحمن بن عوف أنه قال: خذوا عني قبل أن تشاب الأحاديث بالأباطيل: سمعت رسول الله ÷ يقول: «أنا الشجرة، وفاطمة فرعها، وعلي لقاحها، والحسن والحسين ثمرتها، وشيعتنا ورقها، أصل الشجرة في جنة عدن، وسائر ذلك في سائر الجنة» أخرجه الحاكم وقال: هذا متن شاذ، وإن كان كذلك فإن إسحاق الدبري صدوق، وعبدالرزاق وأبوه وجده ثقات، ومينا مولى عبدالرحمن بن عوف قد أدرك النبي ÷ وسمع عنه، وهذا من الحاكم إثبات أن مينا من الصحابة على قواعد أهل الحديث، فليت شعري من أين أتى يحيى بن معين حتى يحكم عليه، أم من أجل أنه روى في علي وآله فانحلت حرمة الصحبة له بذلك وصار كالمرتد، فحسبه الله.

  فأما ابن حبان فذكره في الثقات وقد تعقب الذهبي أن راويه عن إسحاق محمد بن حيوة.


(١) أي الشجرة، وفي حاشية الأصل: (في نسخة: خلقتكما، ونسخة: خلقتهما).

(٢) مسند الإمام زيد (٤٠٥).