حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[مؤاخاة النبي ÷ لعلي #]

صفحة 195 - الجزء 1

  قلت: أخرجه ابن عدي في حديث الحسن بن علي أبو عبدالغناء، عن عبدالرزاق، عن أبيه، عن مينا بن أبي مينا، عن أبيه، عن عبدالرحمن بن عوف أنه قال: ألا تسألوني ... الحديث، وفي هذا متابعة لإسحاق.

  قال ابن عدي: للحسن أحاديث في فضائل علي لا يتابع عليها، وله شاهد عن ابن عباس مرفوعاً: «أنا شجرة، وفاطمة حملها، والحسن والحسين ثمرها، والمحبون ورقها، هم في الجنة حقاً حقاً» أخرجه الديلمي.

  وعن أمير المؤمنين أنه قال له النبي ÷: «أنت مني وأنا منك» أخرجه الحاكم وغيره وصححه الذهبي، وحديث عمران السابق صححه في الجامع الكبير.

  وعن حبشي بن جناده عنه ÷ أنه قال: «علي مني وأنا من علي ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي» أخرجه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة.

  والمحل يضيق عن استيفاء ما في الباب مما تواتر معنى، والحمد لله.

  وأما قوله ÷ «وهو وليكم من بعدي» فهو نص على خلافته #.

  وقد ادعى ابن أبي الحديد أن النص في علي # لم يكن صريحاً ومقطوعاً لا تختلجه الشكوك ولا تتطرق إليه الإحتمالات.

  قلت: قد بنا على مثل قوله الكثير وذلك إما لعدم البحث منهم والتنقير أو للتعامي لما سمعوا، قال تعالى: {مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ}⁣[هود: ٢٠]، أي تمجه أسماعهم لما تقرر عندهم من خلافه، ونحن إنشاء الله موردون في هذا الموضع ما تيسر نقله مما يحيل العقل تواطئ رواته على وضعه بل العقل لمن يعرف ما تضمنته المسانيد والتواريخ ودواوين الكلام، والعادة تحيل اتفاق الرواة لتباعدهم في أقطار الأرض وتباينهم في النحل والمذاهب.