حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

النص الأول: [عهد الله إلى النبي في علي]

صفحة 197 - الجزء 1

  وقد أخرجه أبو نعيم من وجه آخر⁣(⁣١) قال: حدثنا محمد بن حميد، حدثنا علي بن سراج المصري، قال: حدثنا محمد بن فيروز التنيسي، قال: حدثنا أبو عمرو لاهز بن عبدالله، حدثنا معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن هشام بن عروة، عن أبيه، حدثنا أنس بن مالك، قال: بعثني رسول الله ÷ إلى أبي برزة الأسلمي فقال له وأنا أسمع: يا أبا برزة إن الله رب العالمين عهد إلي في علي بن أبي طالب فقال: «إنه راية الهدى، ومنار الإيمان، وإمام أوليائي، ونور جميع من أطاعني، يا أبا برزة علي بن أبي طالب أميني غداً في القيامة على حوضي، وصاحب لوائي، وثقتي على خزائن جنة ربي» أهـ.

  قلت: وقد ضل ابن الجوزي فعده في الموضوعات، وقال ابن عدي باطل، لاهز غير ثقة ولا مأمون يروي عن الثقات المناكير، وقال الذهبي: إي والله هو من أبرد الموضوعات.

  قلت: قد قدمنا أن الشرط في الجرح المشاهده للمجروح من الجارح، أو سياق السند الصحيح إليه، وهذا كله رجم بغيب، وابن الجوزي حائد عن الحق، متنكب الصراط، مبغض إلى غاية، وقد رد عليه أهل نحلته كثيراً وصححوه⁣(⁣٢)، أو حسنوه وخطوه في ذلك.

  وأما ابن عدي: فحكمه بإبطاله إنما هو استناد منه إلى أصل منهدم وهو تقريرهم أن أبا بكر الخليفة والأفضل.

  وأما قسم الذهبي فلا شك أنها غموس والحديث شواهده كثيرة، ولاهز ترجم له في الطبقات وذكر أنهم جرحوه لروايته هذا الحديث.

  قلت: وكذا الحديث الأول تكلم على سنده ابن الجوزي والذهبي وحكما بوضعه وجهالة راويه:

  فأما الحكم بالوضع: فهو ظاهر أنه حكم بغير ما أنزل الله.


(١) حلية الأولياء (١/ ٦٦).

(٢) أي صححوا أو حسنوا ما حكم بوضعه. تمت.