الثاني: [ما أوحى الله في علي ليلة الإسراء]
  وأما جهالة السند عندهما: فقد عرفه غيرهما، وكان غايته لو أنصفا التوقف، إذ الجهالة لا تدل على بطلانه في نفس الأمر، ولا جهلك بمخل في صحته، فكم من صحيح عابه جاهل ولم يُرَدَّ به، مع أن شواهد الحديث كثيرة لو لم يكن إلا حديث المنزلة والغدير ونحوهما.
الثاني: [ما أوحى الله في علي ليلة الإسراء]
  أخرج علامة الزيدية ونحريرها حاكم صعدة للهادي للحق الفقيه محمد بن سليمان الكوفي، قال: حدثنا عثمان بن سعيد بن عبدالله قال: ثنا محمد بن عبدالله قال: ثنا الحسن بن محمد بن عمر الأنصاري، عن عبدالله بن أسعد بن زرارة، عن جابر بن عبدالله، قال: قال رسول الله ÷: «لما أسري بي انتهى بي إلى قصر من لؤلؤ، فراشه ذهب، يتلألأ؛ فأوحى إلي ربي وأمرني في علي بثلاث: أنه سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين»(١).
  قال محمد بن سليمان: وحدثنا علي بن رجاء الخلال قال: ثنا الحسن بن الحسين العرني، عن أبيه، عن جعفر بن زياد الأحمر، عن هلال بن مقلاص الصيرفي، عن عبدالله بن سعد، عن أبيه، قال: قال رسول الله ÷: مثله(٢).
  وأخرج ابن المغازلي، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد البيع البغدادي فيما كتب إلي يخبر أن أبا أحمد عبدالله رأى أبا أحمد عبدالله بن أبي مسلم القرضي حدثهم، أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الحافظ، أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إسحاق، أخبرنا محمد بن عدي، أخبرنا أبو جعفر الأحمر، أخبرنا هلال الصواف، عن عبدالله بن كثير أو كثير بن عبدالله، عن أبي أخطب، عن محمد بن عبدالرحمن بن سعد بن زرارة عن أبيه، قال: قال رسول الله ÷: «لما كان ليلة أسري بي إلى السماء إذا قصر أحمر من ياقوتة يتلألأ، فأوحي إلي في علي: أنه سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين»(٣).
(١) مناقب محمد بن سليمان الكوفي (١/ ٢١١) رقم (١٣١).
(٢) مناقب محمد بن سليمان الكوفي (١/ ٢٢٩) رقم (١٤٣).
(٣) مناقب ابن المغازلي الشافعي (٨٣) رقم (١٤٦).