الخامس عشر: [خبر الإنذار]
  محمد من خلفت في الأرض؟ قلت: سبحانك أنت إلهي أعلم بذلك مني؛ ثم قيل لي الثانية: يا محمد من خلفت في الأرض؟ قلت: سبحانك يا إلهي أنت أعلم بذلك مني، ثم قيل لي الثالثة: يا محمد من خلفت في الأرض؟ قلت: سبحانك يا إلهي خلفت فيها خير أهلها لأهلها علي بن أبي طالب؛ فقال: يا محمد أتشتهي أن ترى علي بن أبي طالب في مقامك هذا؟ قلت: نعم إلهي، قال: فالتفت عن يمينك فالتفت فإذا بعلي يستمع ويرى»(١) أهـ.
  في هذا الحديث أنه ÷ خلفه على أهل الأرض وأطلق ولم يقيد، وفيه أنه رآه في مقامه يعني في السماء وعلي لم ينقل أحد من أهل العلم أنه جاوز الأرض ويمكن - والله أعلم - أنه خلق ملكاً على صورة علي تشريفاً له وتكريماً، ففي ذهني أنه روي عن النبي ÷ أن الله خلق ملائكة على صورة أمير المؤمنين والله أعلم.
  وقد أخرج أبو بكر الخوارزمي في فصوله عن ابن عمر، قال: سئل النبي ÷ بأي لغة خاطبك ربك ليلة المعراج؟ فقال: خاطبني بلغة علي بن أبي طالب؛ فألهمني أن قلت: يا رب خاطبتني أم علي؛ فقال: يا أحمد أنا شيء ليس كالأشياء، لا أقاس بالناس، ولا أوصف بالشبهات خلقتك من نوري وخلقت علياً من نورك فأطلعت على سرائر قلبك فلم أجد إلى قلبك أحب إليك من علي بن أبي طالب خاطبتك بلسانه كيما يطمئن قلبك» أهـ.
  فهذه فضيلة تربوا على فضائل الصحابة أجمعين.
الخامس عشر: [خبر الإنذار]
  أخرج ابن يوسف، عن علي بن المعتز النجار بدمشق، عن المبارك بن الحسن بن أحمد السهروري، أخبرنا علي بن أحمد، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا حسن بن محمد بن حسين، حدثنا موسى بن محمد بن علي بن عبدالله، حدثنا الحسن بن علي بن سبيب العميري، حدثنا عباد بن يعقوب، حدثنا علي بن هاشم، عن صباح بن يحيى المزني، عن زكريا بن ميسرة، عن أبي
(١) مناقب محمد بن سليمان الكوفي (١/ ٢١٩) رقم (١٣٧).