السادس عشر: [في الأخوة]
  فتوضأ ثم قام وصلى ركعتين ثم قال: «يا أنس أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، وقائد الغر المحجلين، وخاتم الوصيين» قال أنس: اللهم رجلاً من الأنصار وكتمته إذ جاء علي فقال: «من هذا يا أنس؟» قلت: علي بن أبي طالب؛ فقام النبي ÷ مستبشراً فاعتنقه، ثم جعل يمسح عرق وجهه بوجهه ويمسح عرق علي بوجهه.
  قال علي: يا رسول الله لقد رأيتك صنعت بي شيئاً ما صنعت به قبل؛ قال: «وما يمنعني وأنت تواري عورتي، وتسمعهم صوتي، وتبين لهم ما اختلفوا فيه من بعدي»(١).
  قال ابن يوسف: هذا حديث حسن عال، أخرجه الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء.
  قلت: لفظ الحلية: ثم قال: «أول من يدخل عليك من هذا الباب إمام المتقين، وسيد المسلمين، ويعسوب المؤمنين، وقائد الغر المحجلين»(٢).
  قال الذهبي: هذا الحديث موضوع وعابه هو وغيره بعلي بن عابس وإبراهيم بن محمد، وهما من ثقات الشيعة.
  وابن عابس أيضاً: من رجال الترمذي، وقد تابعه أيضاً جابر الجعفي عن أبي الطفيل عن أنس بنحوه.
  وجابر: من ثقات الشيعة وكبار علمائهم، ومن رجال أبي داود وابن ماجه، لكن شيعة القاسطين لا حيلة معهم لأنهم لا يبالون بما خرج من رؤوسهم حق أو باطل، والمرجع إلى الله.
  مع أن الخطيب قد أخرج في التلخيص له شاهداً من حديث سلمان(٣)، والطبراني من حديث سعيد بن كرز من حديث الوصي وعمار وتصديق عائشة(٤)، وسكت السيوطي على رجال مسنديهما في اللآلئ، وأخرجه أيضاً أبو بكر الخوارزمي.
(١) كفاية الطالب (الباب الرابع والخمسون) صـ (١٨٤).
(٢) حلية الأولياء (١/ ٦٣).
(٣) قال السيوطي في الآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة (١/ ٢٤٨): قال الخطيب في التلخيص: أنبأنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدثنا أحمد =