فصل [إخبار النبي ÷ لعلي أنه سيلقى أذى وأمره بالصبر]
  بن محمد بن ربيعة بن عجلان، عن عبدالله بن لهيعة، عن أبي الزبير، عن سعد بن العريض السموال من حديث طويل وفيه: قال رسول الله ÷: «إني سألت الله أن يجمع الأمة عليك فأبى ذلك علي حتى يبلو بعضهم ببعض ليميز الخبيث من الطيب، ولكنه عوضك من ذلك سبع خصال: تستر عورتي، وتقضي ديني وعداتي، وأنت معي على حوضي، معك لوائي الأعظم تحته آدم وما ولد، وأنت متكأ لي يوم القيامة، ولن ترجع كافراً بعد إيمان، ولا زانياً بعد إحصان» فقال عمر: بخ بخ لك، لقد أعطي ابن أبي طالب خصالاً لأن تكون واحدة في آل الخطاب منهن أحب إلي من الدنيا وما فيها(١).
  وما أخرجه محمد بن سليمان أيضاً عن عثمان بن محمد الألثغ، قال: حدثنا جعفر بن محمد الرماني، قال: حدثنا الحسن بن الحسين، عن إسماعيل، عن جعفر، عن أبيه، قال: دخل علي على النبي ÷ من آخر الليل فلم يزل يرحب به حتى دنا فأجلسه ثم قال: «يا علي بُِتُّ الليلة حيث ترى أطلب إلى ربي وأسأله أن يجمع عليك الأمة من بعدي ولكن أعطيت سبع خصال وأنت معي، أنا أول من تنشق الأرض عنه وأنت معي ولا فخر، وأنا أول من يرد الحوض وأنت معي ولا فخر، وأنا أول من يدخل الجنة وأنت معي ولا فخر، وأنا أول من يشرب من الرحيق المختوم ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون وأنت معي ولا فخر، يا علي إن الرجل من شيعتك ليشفع في مثل ربيعة ومضر»(٢).
  إذا عرفت هذا وجب علينا التمسك بما صح عن علي خليفة رسول الله ÷ ووصيه ونترك تقحم اللجج فمن والاه الوصي توليناه، ومن تجرم منه تجرمنا منه وحكمه إلى الله، ومن تبرأ منه تبرأنا منه، والعبرة صحة الرواية عنه #، وبنبغي للمؤمن أن يتحفظ فإن حق الصحابة من أهل القبلتين عظيم.
(١) مناقب محمد بن سليمان الكوفي (٢/ ٣٠٧) رقم (٧٨٣).
(٢) مناقب محمد بن سليمان الكوفي (١/ ٢٣٨) رقم (١٥٢).