فصل [إخبار النبي ÷ لعلي أنه سيلقى أذى وأمره بالصبر]
  أخرج علي بن موسى عن آبائه، عن علي # قال: قال رسول الله ÷: «من سب نبياً قتل ومن سب صاحب نبي جلد»(١).
  وفي علوم آل محمد والجامع الكافي عن رسول الله ÷: «من سبني فاقتلوه، ومن سب أصحابي فاجلدوه».
  فهذه الأحاديث من رواية الآل وما في معناها من رواية غيرهم تدل على تحريم أعراض القوم وتحريم الإقدام بغير حجة نيرة على تنقيصهم أو الطعن في إيمانهم.
  بل قد روى الإمام المرشد بالله |، عن عبدالعزيز بن علي بن أحمد الأزجي، عن عمر بن محمد بن إبراهيم بن سَبَنْك، عن عمر بن الحسن الأشنائي، عن محمد بن زكريا المروزي، عن موسى بن إبراهيم المروزي، قال: حدثني موسى بن جعفر بن محمد، عن أبيه جعفر، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي # ... وسرد الحديث وفيه: «يا علي احفظ مني خصلتين» قلت: فأخبرني بهما يا رسول الله، قال: «أكثر الصلاة بالسحر والإستغفار بالمغرب، والصلاة على النبي ÷ والاستغفار لأصحابي، واعلم أن السحر والمغرب شاهدان من شهود الله على خلقه»(٢) أهـ.
  وروى نصر بن مزاحم في كتاب صفين عن عمر بن سعد عن أبي ورقا يرفعه إلى الوصي أنه قال في جواب له إلى معاوية - لعنه الله -:
  (وذكرت حسدي للخلفاء وإبطائي عنهم وبغيي عليهم، فأما البغي فمعاذ الله أن يكون، وأما الإبطاء عنهم والكراهية لأمرهم فلست أعتذر إلى الناس من ذلك، إن الله تعالى ذكره لما قبض نبيه ÷ قالت قريش: منا أمير وقالت الأنصار منا أمير، فقالت قريش: منا محمد نحن أحق بالأمر، فعرفت ذلك الأنصار، فسلمت لهم الولاية والسلطان، فإذا استحقوها بمحمد ÷ دون الأنصار فإن أولى الناس بمحمد ÷
(١) صحيفة علي بن موسى الرضا (٤٩٥) الباب العاشر.
(٢) أمالي الإمام المرشد بالله الخميسية (١/ ٢٠٤) باب في الصلاة وفضل التهجد.