[في أن عليا (ع) ولي المؤمنين في الدنيا والآخرة]
  ورسول الله ÷ وخيار الصحابة وأتباعهم من الأمة يفضلونه على سائر المسلمين لكن لما فاتهم صفين وكربلاء والسبخة ويوم أحجار الزيت وبا خمرا وفخ وأمثال ذلك اتخذوهم أغراضاً لهم يرموهم بكل عضيهة، ومع هذا فقد رووا من الحجج عليهم في مناقب آل رسول الله ÷ وشيعتهم ما يأخذ منهم بالمخانق يوم يضع الله الموازين القسط، والشاهد النبي ÷، والذائد عن الحوض الوصي علي #، {وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ ١٣٢}[الأنعام]، ومن تطلع على السير والتواريخ لم يجد أهل نحلة أشد على دعاة آل رسول الله ÷ من هؤلاء الحشوية.
  قال الناصر #:
  تداعا لقتل بني المصطفى ... ذوو الحشو منها ومُرَّاقها
  رواه الإمام أبو طالب في أماليه.
[في أن علياً (ع) ولي المؤمنين في الدنيا والآخرة]
  [٣٧] (أحمد، حدثنا يحيى بن حماد، حدثنا أبو عوانة، حدثنا أبو بلج، حدثنا عمرو بن ميمون، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله ÷ لبني عمه: «أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟» قال: وعلي معه جالس، فأبوا، فقال علي: أنا أواليك في الدنيا والآخرة، قال: «أنت وليي في الدنيا والآخرة» قال فتركه ثم أقبل على رجل منهم فقال: «أيكم يواليني في الدنيا والآخرة» فأبوا؛ فقال علي: أنا أواليك في الدنيا والآخرة؛ فقال: «أنت وليي في الدنيا والآخرة»(١).
(١) مسند أحمد (١/ ٥٤٤) رقم (٣٠٥٢) [طبعة دار إحياء التراث العربي - بيروت - لبنان، الطبعة الثالثة سنة ١٩٩٤ م، ١٤١٥ هـ]، وهو جزء من الخبر الطويل المتقدم عن ابن عباس، وأما في طبعة دار الحديث فقد تقدم في الحديث رقم [٢].